منذ شهور لم يمل النظام العسكري الجزائري من نصب الدسائس والمكائد، واحتراف الكذب والتضليل ضد المغرب ومؤسساته، بحثا عن مسوغات علها تنهي الأزمات التي يعانيها هذا النظام على مختلف المستويات.
وبعدما فشل كابرانات النظام العسكري الجزائري في تحقيق الأهداف الاستراتيجية له بإفريقيا عبر بوابة الصحراء، وبعدما انهزم أمام التفوق المغربي ديبلوماسيا وعلى الأرض فيما يخص ملف الصحراء، اختار هذا النظام البحث عن محاولات حثيثة لجر المغرب إلى حرب مباشرة، الا أن المغرب لم يعره أي اهتمام، بل وأمعن في تجاهل استفزازات الجارة الشرقية، حفاظا على مبدأ حسن الجوار.
وفي الأسابيع الأخيرة، لم يبق أمام النظام العسكري الجزائري أي خيار سوى الصاق التهم بالمغرب، باتهامه بالضلوع في الحراك الاجتماعي الذي يقوم به الجزائريون بكامل الوعي بأهدافه وتفاصيله، ثم اتهام هذا النظام بدعم المغرب لجمهورية القبائل من أجل الاستقلال عن الجزائر، ثم قطع علاقاته الديبلوماسية مع المغرب واغلاق الحدود، واختتم هذه الاتهامات بكون المغرب استهدف شاحنتين محملتين بسلع تجارية كانت متوجهة نحو موريتانيا، في الوقت الذي كشفت فيها عدد من المصادر الصحراوية والموريتانية بأن الشاحنتين تم الاستيلاء عليها من قبل مليشيات جزائرية مدعومة من مخابرات هذه الدولة ولم تكن تحمل أي سلع موجهة لموريتانيا.
وبعد كل هذه الاتهامات والمسوغات والمبررات لجأ النظام العسكري الجزائري إلى توجيه تهديدات مباشرة للمغرب بشن حرب عسكرية، بالدواعي والمبررات التي تم سردها.
وحول خلفيات هذه التهديدات، قال محمد شقير، المهتم بالسياسات الأمنية والعسكرية، إن هذه التهديدات الجزائرية تأتي في إطار سياسة التصعيد ضد المغرب.
وأضاف شقير أن النظام العسكري الجزائري يبحث حاليا عن أي مبرر لاختلاق حرب مباشرة مع المغرب، بعدما فشلت جميع سياساته ومساعيه.
وتابع المحلل السياسي أن الجزائر تحاول الآن أن تستغل أي فرصة لاتهام المغرب، ليدفع عن نفسه العزلة الديبلوماسية التي يعيشها اقليميا ودوليا، فضلا عن الأزمة الداخلية التي يعانيها.
تهديد الجزائر بالحرب، ومحاولة جره إليها، تروم أيضا، يقول محمد شقير، إلهاء الرأي العام الداخلي، لاسيما شباب الحراك الذي يطالبون برحيل النظام العسكري عن تدبير الشؤون العامة للجزائريين والدعم إلى انتخابات رئاسية ديمثراطية حقيقية يترشح لها ويتنافس حولها شخصيات مدنية مشهود لها بالكفاءة والحياد عن النظام العسكري.
ولفت شقير إلى أنه إذا فشلت الجزائر في جر المغرب إلى حرب عبر الاتهامامت المتتالية التي توجهها للمغرب فإنه من المحتمل تقوم بإنزلاق عسكري كبير، الذي قد يضطر معه المغرب إلى الرد وبالتالي الدخول في حرب عسكرية حقيقية.