تواصل الجزائر رقصة الديك المذبوح على الحدود الفاصلة بينها وبين المغرب، من خلال تحركات ومناورات تروم من خلالها جر المغرب إلى مستنقع حرب قد تفجر المنطقة المغاربية بأكملها.
فبعد أن تكسرت روايتها حول اتهامها للمغرب بقصف شاحنتين وقتل 3 جزائريين بين العاصمة الموريتانية نواكشوط وورقلة الجزائرية، ذهبت الجزائر في ردود فعلها على فشلها في إقناع العالم بصدق روايتها إلى حركة أخرى، من خلال تسليم آليات عسكرية مختلفة لجبهة البوليساريو، كشكل من أشكال ردود الفعل الأولى للنظام الجزائري على مقتل ثلاثة من مواطنيه يوم الاثنين المنصرم على مستوى المحور الرابط.
ومن بين العتاد الذي تسلمته جبهة البوليساريو من الجزائر، حسب ما نقلته صحيفة “لاراثون”، مركبات لجميع التضاريس؛ التي تعتبر ضرورية للحرب في الصحراء في إطار الحرب المسلحة التي أعلنت عنها منذ أكتوبر من العام الماضي”.فما هي خلفيات هذه الحركة الجزائرية في ظل سياق الأحداث المتوترة بينها وبين المغرب؟.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحُسَيني أن “تسليم الجزائر لعتاد عسكري للبوليساريو هو أمر جد عادي، لأنه ليس هناك أي فرق بين البوليساريو والجزائر، لأن الجزائر هي الفاعل الرئيسي والبوليساريو هي مطية توظفها بين الحين والآخر لتحقيق المكاسب”.
ولفت الحُسَيني الانتباه في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه عندما قام المغرب بفتح الطريق نحو الكركارات وجاءت البوليساريو لتقول أننا نلغي وقف إطلاق النار، في اعتقادي أن الجزائر منذ ذلك التاريخ أعلنت الحرب ولكن بطريقتها الخاصة”.
موردا “لدي قناعة راسخة أنه لا يمكن لرصاصة أو بندقية أو مدفعية أن يغادر المخيمات نحو الجدار الأمني المغربي إلا بترخيص من الدرك الجزائري والمخابرات الجزائرية، وبعد أن يتخذ القرار بهذا الخصوص على أعلى مستويات المؤسسة العسكرية”.
مشددا على أن “قيام الجزائر بنقل أسلحة للبوليساريو لتشتغل بها أو تبادر هي مباشرة، لأن ما هو مطروح اليوم ليس هو فقط البوليساريو أو تسليمها للأسلحة، بل الجزائر الرسمية قد تقوم بأعمال عدائية ضد المغرب، وهناك تجميع الآن للعديد من الأسلحة والصواريخ والمدرعات مباشرة على الحدود المغربية”.
وأردف “أن الشيء بالشيء يذكر، فالبوليساريو صنيعة الجزائر، والأخيرة هي التي حددت مواقعها في تندوف ومخيمات لحمادة وغيرها، والجزائر هي التي تدعم جميع البرامج التي بمقتضاها تعيش البوليساريو، فهي تخطط لتوجيه أبنائها منذ زمن بعيد نحو كوبا للدراسة والتكوين الثوري، وتوجههم كذلك لإسبانيا من أجل الدراسة في بعض الأحيان، وتوزع المساعدات الدولية بالطريقة التي تناسبها بما في ذلك من تهريب وسرقات وغيرها، وتتحدث باسمها في كل المنتديات الدولي، وتشن هجوما على عدة دول لأنها تصادق المغرب”.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية نفسه، على أن “كل هذه الحركية للجزائر في الملف، ومع ذلك تقول أنها ليست معنية بالنزاع، وهو منتهى آفاق النفاق الدولي السياسي من طرف دولة”.
واسترسل إلى أن الجزائر “تتنكر اليوم لقرارا مجلس الأمن الأخير، لسبب وحيد وهو أنه اعتبرها كطرف أساسي في النزاع، وذكرها خمس مرات في قراراه الأخير، وعليها أن تكون طرفا في الموائد المستديرة التي سينظمها المبعوث الشخصي للأمين العام، وموقفها هذا يندرج كذلك في إطار هذا النفاق السياسي، لأنها معنية وغارقة في النزاع إلى رأسها، ومع ذلك تعتبر بأن الطرف المعني هو البوليساريو”.
وخلص الحُسَيني إلى أن “العالم كله يفهم هذه الحكاية، وأن تقديمها لأسلحة للبوليساريو، ليس إلا في ظل مخطط متكامل لمزيد من الهجوم ضد المغرب، ومزيدا من زرع عدم الاستقرار والفتنة في هذه المنطقة المغاربية”.