حذر خبراء منظمة الصحة العالمية، من الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية دون مبرر صحي، سواء بوصفة طبية أو بشكل ذاتي. حيث يلجأ البعض إلى تناول هذا النوع من الأدوية لعلاج الإصابة بفيروس “كوفيد-19″، بالرغم من أن حالتهم الصحية لا تدعو لذلك.
عبر مجموعة من خبراء منظمة الصحة العالمية، عن قلقهم من استخدام المضادات الحيوية لعلاج مرضى “كورونا”، في حين أن ذلك يتم وفقا لشروط محددة.
في هذا السياق، يقول الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه بالرغم من أن المضادات الحيوية تلعب دور محاربة بعض الأمراض التعفنية، إلا أن استخدامها بغاية العلاج لا يتم بشكل ذاتي، مشيرا إلى أن العديدين يلجؤون إلى استهلاك هذا النوع من الأدوية في حال الشعور ببعض الأعراض المرتبطة بالحمى والزكام الحاد وهو تصرف يحمل في طياته الكثير من المخاطر على صحة الإنسان، خصوصا في حال تم تناوله بشكل عشوائي كتناول جرعات غير كافية خلال اليوم والتي من شأنها أن تقضي على نسبة معية من البكتيريا. وأن تترك البقية حية مما يجعلها تتعرف على المضاد الحيوي وتقاومه في ما بعد.
وبخصوص لجوء البعض إلى استهلاك المضادات الحيوية خلال فترة الإصابة بفيروس “كوفيد-19” بشكل ذاتي يقول حمضي: “عند الإصابة بالفيروس، لا ينصح بتناول أي نوع من الأدوية بدون استشارة طبية وبدون تأكد بأن الأمر يتعلق فعلا بكوفيد عن طريق إجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن الفيروس. ففي بعض الحالات، لا يتم وصف الأدوية لمرضى “كورونا”، في حال كان المصاب شابا لا يعاني من أية أعراض ولا من أمراض مزمنة.
في المقابل، يتم وصف برتوكول علاجي للأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، قد يكون من ضمنها المضادات الحيوية، إلا أن ذلك يتم بعد الخضوع للفحص الطبي وفقا للوضعية الصحية للحالة”.
ويشدد الدكتور حمضي على خطورة التداوي بشكل ذاتي خلال فترة الإصابة بـ”كوفيد-19″، مؤكدا على أنه عدوى فيروسية، كما يمكن أن تسبب أعراضا خفيفة، حيث يمكن أن يتلقى المريض علاجا منزليا، يمكن أيضا أن تؤدي الإصابة بها إلى حالات مرضية متوسطة إلى شديدة تتطلب الرعاية الطبية داخل المستشفى وبالتالي الاعتماد على بروتوكول علاجي مختلف، وفقا لحالة المريض.