يخالف الكثير من الأشخاص القاعدة الأزلية ن بكون الليل للراحة والنوم والنهار للسعي والعمل، فيستهويهم السهر طوال الليل، ربما لكسر قواعد الروتين اليومي، أو لإنجاز بعض الأعمال، أو حتى للسهر فقط بدون هدف، خاصةً أيام الإجازات او غيرها.
وأصبح الأمر بالنسبة للبعض عادة ، يصعب تغييرها ، ولا يدركون الأهمية الكبيرة لراحة الجسد في الليل، وأن أكثر الأعضاء احتياجا إلى النوم أثناء الليل هو المخ.
وفي هذا الصدد كشفت دراسة حديثة أن إطالة السهر في الليل، يؤدي الى حدوث خلل في المخ والاعصاب ما يؤثر على مستوى التركيز والتوازن .
وأجرى مجموعة من العلماء دراسة تحليلية على 21 شابًا ، خضعوا لتنفيذ إحدى التجارب العلمية عن تأثير النوم على مخ الإنسان وصحته العقلية وتفاعله مع من حوله. وفق صحيفة “ديلي ميل”،
وطلب الباحثون من المتقدمين إجراء تجربة السهر لمدة ليلة واحدة بعد أن كشفوا على صحة جسدهم وخاصةً المخ ليكتشفوا في اليوم التالي حدوث خلل في المخ، واختلال توازن مادة تسمى المادة البيضاء في المخ.
وأوضح العلماء أن السهر أثر على تركيبة الخلايا في المخ لـ 19 شابًا من المشاركين في التجربة، وأصيبوا بالاختلال في التواصل نظرا لحاجة جسدهم إلى النوم، فيما لم يحدث نفس التاثير على اثنين من المشاركين. وأرجع العلماء السبب الى الى وجود شي ماء في جسدهما، لأنهما كانا متيقظين، وخلايا مخيهما نشطة، وكأنهما كانا نائمين طوال اليوم.
وحذر العلماء، في نهاية الدراسة، من السهر والاعتماد على النوم بقدر كبير في اليوم التالي، مشيرين الى أن الجسم قد يتعثر في التواصل بشكل صحي مع الآخرين.
وكانت دراسة سابقة كشفت أن طبيعة عمل الدماغ تختلف بين مَن يستيقظون مبكرا ومَن ينامون حتى ساعات متأخرة.
وكشفت أن الاشخاص الذين ينامون في وقت متأخر، ترسل أدمغتهم إشارات أقل، خاصة في المناطق المخصصة للإدراك والوعي.
وأوضحت الدراسة أن هؤلاء أيضا عانوا من ضعف التركيز وبطء ردود الفعل وشعور متزايد بالرغبة في النوم.