إنزال بري وهجمات صاروخية وبوتين يطالب جنودها بإلقاء السلاح.. أوكرانيا تعلن تعرضها لغزو روسي واسع وتفرض الأحكام العرفية
دوت صفّارات الإنذار وسمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد قبيل فجر اليوم الخميس، وذلك بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عملية عسكرية” في أوكرانيا.
ونقلت “ووستريت جورنال” (The Wall Street Journal) الأميركية عن مسؤول أوكراني قوله إنه يعتقد أن مئات الجنود الأوكرانيين قتلوا في ضربات جوية وهجمات صاروخية روسية خلال الليل.
وتعرضت مبان رئاسية ومرافق عامة في العاصمة كييف لأضرار نتيجة القصف، في حين قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن القصف الروسي أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر في كييف، كما أعلنت في وقت لاحق مقتل 7 أشخاص وإصابة 9 في قصف روسي.
وبالتوزاي مع ذلك، دوت أصوات الانفجارات أيضا في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا والتي تبعد 35 كيلومترا عن الحدود مع روسيا، كما سمع دوي 4 انفجارات قوية في كراماتورسك الحدودية التي تشكل عاصمة الحكومة الأوكرانية في شرقي البلاد الذي يشهد نزاعا مع انفصاليين موالين لروسيا.
وقبل ذلك سمع دوي انفجارات أيضا في مدينة أوديسا على البحر الأسود وصفارات سيارات إسعاف في شوارع العاصمة الأوكرانية، كما سمعت انفجارات في ماريبول الساحلية، في حين أفاد سكان في المدينة القريبة من الحدود مع روسيا بأنهم سمعوا دوي قصف مدفعي في ضواحي المدينة الشرقية.
وقالت أوكرانيا إن روسيا بدأت غزوا واسع النطاق لأراضيها، وذلك بعيد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح اليوم الخميس إجراء عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا نفذت ضربات صاروخية على البنية الأساسية لأوكرانيا وعلى حرس الحدود، وإن دوي الانفجارات سمع في مدن عديدة في أوكرانيا.
وأضاف أن الأحكام العرفية فرضت على جميع أراضي الدولة، وأنه تحدث هاتفيا إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأفادت وكالة إنترفاكس الأوكرانية بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب، كما أبلغت عن إخلاء موظفين وركاب لمطار بوريسبيل في كييف.
لكن الجيش الأوكراني قال إن التقارير عن هبوط القوات الروسية في أوديسا كاذبة، وإن القوات الجوية الأوكرانية تحاول صد هجوم جوي روسي. وأكد وزير الدفاع الأوكراني أن الوحدات الأوكرانية ومراكز التحكم العسكرية والمطارات في شرقي أوكرانيا تتعرض لقصف روسي مكثف.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة اليوم الخميس “بدأ بوتين للتو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا. وتتعرض المدن الأوكرانية السلمية للضربات”.
وأضاف “هذه حرب عدوانية، أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. حان وقت العمل الآن”.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان منفصل إن هدف العملية العسكرية الروسية هو تدمير الدولة الأوكرانية.
وأعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية أنها أوقفت المواقع الإلكترونية عن العمل خشية التعرض لهجمات تسلل.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن قوات روسية تقوم بإنزال في ماريوبول وأوديسا.
وتعد ماريوبول أكبر مدينة أوكرانية على خط الجبهة، ويبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
ونقل موقع “أوكرانيسكا برافدا” الإخباري عن مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية قوله اليوم الخميس إن مراكز القيادة العسكرية الأوكرانية في مدينتي كييف وخاركيف تعرضت لهجوم صاروخي.
وسمع شهود من رويترز في كييف دوي سلسلة انفجارات بعد وقت قصير من إعلان روسيا عن عملية عسكرية في أوكرانيا.
وقالت وكالة إنترفاكس إن الانفصاليين المدعومين من روسيا قالوا اليوم الخميس إنهم شنوا هجوما على بلدة ششاستيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في منطقة لوغانسك، في الوقت الذي بدأت فيه روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرقي أوكرانيا قولهم إنهم استولوا على بلدتين في منطقة لوغانسك الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الأوكراني فرض الأحكام العرفية على جميع أراضي الدولة، كما أعلنت حكومته أيضا إغلاق مجال البلاد الجوي أمام الطيران المدني بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية على هذا البلد.
وأعلنت وزارة البنية التحتية الأوكرانية في بيان على موقعها الإلكتروني إغلاق المجال الجوي، مشيرة إلى “وجود مخاطر أمنية عالية”.
من جهتها، أعلنت روسيا اليوم الخميس إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية في حدودها الغربية المحاذية لأوكرانيا وبيلاروسيا.
ونشرت السلطات الروسية تحذيرا للطيارين جاء فيه أنه تم تعليق استخدام المجال الجوي على الحدود الغربية لروسيا مع أوكرانيا وبيلاروسيا مؤقتا بسبب التهديد الكبير لسلامة الطائرات المدنية نظرا لاستخدام الأسلحة والمعدات العسكرية.
كما حذرت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران شركات الطيران اليوم الخميس من خطورة التحليق في أجواء أوكرانيا والتحلي “بأقصى درجات الحذر” عند التحليق في المجال الجوي المجاور في نطاق 100 ميل بحري (185 كيلومترا) من حدود وروسيا البيضاء وأوكرانيا وحدود روسيا وأوكرانيا.
وعلى الفور تخطى سعر برميل النفط اليوم الخميس عتبة 100 دولار للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات عقب إعلان بوتين عن شن “عملية عسكرية” في أوكرانيا، مع تنامي المخاوف بشأن حرب واسعة النطاق في أوروبا الشرقية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تريد نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من النازيين الجدد، وليس لديها أي خطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وشدد على أن مسؤولية أي إراقة للدماء ستقع على عاتق النظام الأوكراني، وأنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور.
وأعلن بوتين عن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرقي هذا البلد.
وأضاف بوتين في كلمة متلفزة غير معلنة مسبقا قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، “اتخذت قرار شن عملية عسكرية”، مستندا إلى نداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل وسياسة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها، حسب رأيه.
وتوجه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله أدعوكم إلى إلقاء السلاح والعودة إلى دياركم، مؤكدا أنهم سيتمكنون عندها “من مغادرة أرض المعركة من دون عائق”.
وأضاف أن مجمل تطورات الأحداث وتحليل المعلومات يظهر أن المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا لا مفر منها.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها، وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران الأوكراني خارج الخدمة، ونفت إسقاط طائرات لها في مناطق العمليات، وذلك بعدما قالت مسؤولة في مكتب وزير الدفاع الأوكراني للجزيرة إنه تم إسقاط 5 طائرات معادية ومروحية في مناطق العمليات.
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الخميس إن موسكو تستهدف البنية التحتية للجيش والدفاع الجوي والقوات الجوية في أوكرانيا بأسلحة عالية الدقة ولا تهاجم المدن الأوكرانية.
وقالت كييف إن موسكو شنت هجوما واسع النطاق على أوكرانيا، حيث تعرضت مراكز القيادة العسكرية في عدد من المدن للصواريخ.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الحلف يقف مع شعب أوكرانيا في هذا الوقت العصيب، وسيفعل كل ما في وسعه لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم.
وندد حلف الناتو بـ”الهجوم المتهور وغير المبرر” لروسيا على أوكرانيا.
وبالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها لم تنفذ ضربات صاروخية وجوية على المدن الأوكرانية بل على مواقع عسكرية.