ظاهرة { الهجران للمناطق الخضراء} قد غدت تسيطر على العلاقة بين الأسر بالمدينة مراكش والفضاء الأخضر بنفس المدينة، باعتباره منطقة ترفيه وتنفيس تتشكل أساسا لدى كثير من هذه الأسر من الساحات المكسية عشبا والحدائق، وهما ما قد ظلا وجهات تفضيلية لقضاء فترات زمنية خلال نهاية كل أسبوع طلبا للتنزه (الجمعة والأحد)، أو أوقات مقتطعة من الزمن اليومي طلبا للتخفف من أثقال العمل صحبة الرفقة من أهل البيت {زوجات وأبناء وإخوة}، بالإضافة إلى المراجعة اليومية للكثير من هذا الكثير من الأسر بالمدينة مراكش إلى الْعَرَجِ عليها، وإذ أن هذا {الهجر} يتعمق أكثر أثناء رمضان الذي تختار فيه أسر مراكش الْعَرَجَ وَالْيُمُومَ على الفضاء الأخضر بعد صلاة عشاء وتراويح كل يوم من رمضان ابتغاء فيئها لفترة تجدد إرادة الإقبال على صيام اليوم الموالي، حيث انتكست هذه الإنطلاقة وأدبرت تقريبا عن سلوك التوجه إلى أمكنة التنفيس الخضراء لأسباب وقوع الرائج بفضائها من حركة وأفعال وأقوال خارج عن منظومة الأخلاق الحميدة.
هذه المجافاة التي أبدت عنها نفس الأسر بالمدينة مراكش، وكانت مثار تنبيه لهذا التدخل الإعلامي لجريدة الملاحظ جورنال حتى لا يتعاظم أمر السلوك الرديء الذي بات يعلن عن تجدره في السلوك اليومي للمدينة، أو يتخذ سنة في نظام حركة المتصرف سلوكيا، أنه يكسد مقاصد الإختلاط الذي يسمح به الترفيه والتنفيس، ويقوض عملية التجمع بين الأسر ومنافعها الجماعية، وتفتح للممارسات الغريبة والمرفوضة اجتماعيا المجال لإتيان الرذيلة التي يتسع ضبطها في الخروج عن ما يضمن المشاركة العمومية لهذه المجالات التي طبعا محولة من قبل المشردين إلى وكر مبيت ووكر تعاطي المذهبات للعقل (المخدرات بكافة أصنافها/ حشيش- شم للسوائل الكيميائية – الدليو-)، ثم إلى {الفسق} بمحتواه {الفحشي} و{الجنسي}، مفسدة تنضاف إلى سابقتها من حيث أنها أصبحت واردة على النظر بشكل أكثر حضورا، فهي ممارسة لم تغب عن هذه المجالات غير أنها أصبحت {مفضوحة} أو كما يقول المثل الدارج {على عينك يا بن عدي}، ودون اعتبار للطائفة الطالبة لاستغلال المجال الأخضر في ما وضع وأعد له، خصوصا، وأن هناك استغلال للطائشة المتنطعة التي تدنس حرمة البصر بتحليل الأفعال الشاذة التي يخاف أن تتحول إلى أفعال مألوفة، (هناك استغلال) لهذا {الهجر} وهذه المجافاة} من لدن الأسر بالمدينة مراكش لهذا الفضاء الأخضر والحدائق، واستثمار هذا الفراغ {للإحداث المنافي للأخلاق والآدب العامة}.
وأبرزت المعاينة التي زاولتها الآلة الفوتوغرافية لجريدة الملاحظ جورنال، أن هناك ثلاثة مواقع رصدتها في جولة واحدة، وخرجت منها بالتساؤل الإستنكاري في قول النبي لوط عليه السلام وهو يندد بسئات قومه {أليس منكم رجل رشيد}، حيث تطلب هذه المواقع التي يمكن وصفها {سوداء}، معالجة فورية بتوجيه اهتمام مرور عناصر الأمن بها، حيث يم بهذه الحدائق استغلال الإضاءة الخافتة، شبه الظلمة التي توجد عليها بالعمق منها، (الحديقة التي إلى جوار كلية اللغة العربية، وأقصى الفضاء الأخضر بشارع محمد السادس ، والحديقة المجاورة لدار الثقافة بالحي الحسني) فليس الخبر كالعيان، وذلك، في محاربة للأفعال المشينة الضارة بحق الإنتفاع الجمعي من هذا الفضاء التنفيسي.