ملامح البئيس الشنقريحة اكتملت عند من لا يعرفونه من المغاربة، فهذا الـ”كابران” الهرِم، مجبول على الغباء وعلى اقتراف كل النقائص ونواقض الكياسة والذكاء، ولعل تعليماته الشفوية بطرد الصحافيين المغاربة ومنعهم من تغطية الدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها مدينة وهران محددة لهذه الملامح القبيحة.
ومتى ذكر المغرب أو المغاربة، يستطعم البئيس الشنقريحة مرارة ما ذاقه على أيادي الجنود المغاربة ذات عقد غابر من القرن الماضي، حين جرى أسره ذليلا صاغرا، بعدما عنت لرؤسائه امتهان كرامة المغاربة ومحاولة الدوس على تراب المملكة الشريفة، ولذلك فإن الـ”كابران” الذي بلغ أرذل العمر، نذر ما تبقى من حياته لمهاجمتها ورعاياها بشتى السبل وبأغبى القرارات.
وبكل الغباء المتوقع من البئيس الشنقريحة، الذي يبدو أنه أدمن على أفلام جيمس بوند العميل 007، قد أمر بمنع الصحافيين المغاربة بدعوى أنهم “جواسيس”، وكأن ليس للمغرب من هم غير التجسس على الجزائر التي يعرف القاصي والداني ما يدور فيها وهي الرهينة في قبضة زمرة العسكر الذين لا يحمونها وشعبها في شيء.
ولو افترضنا جدلا أن الصحافيين المغاربة هم جواسيس، فعن أي شيء كانوا سيتجسسون؟ ثم هل كان حريا طردهم بطريقة وقائية أم السماح لهم بالقيام بما أمروا به ثم التلاعب بهم وجعلهم ينقلون للجهة التي سخرتهم للتجسس المعلومات والمعطيات التي تخدم مصالح العسكر ضد المغرب؟ أو كما قال هشام عبود، الضابط السابق في الجيش الجزائري، “لو تم التسليم بأن الصحافيين المغاربة جواسيس، كان على جهاز الاستخبارات الجزائري وضعهم تحت المراقبة اللصيقة، لمعرفة الأسرار التي يبحثون عنها، واصطيادهم في حالة تلبس”.
وعموما، لا ينحاز الأمر في بساطته إلا لحقد دفين للبئيس الشنقريحة على المغرب، وهو أمر أكد عليه هشام عبود عبر جريدة “الصباح” الجزائرية، مشيرا إلى تلقيه معطيات دقيقة، ومسنودة من داخل جهاز الأمن الجزائري، وقد وصف ما قام به الـ”كابران” الهرم بـ”الغباء السياسي الكبير”، الذي لا تقوم به إلا العصابة التي تحكم البلاد، من الجهال والعرايا الذين لا يفقهون شيئا في تدبير شؤون البلاد، وينهبون أموال الشعب الجزائري”.
ووفق عبود فإن كبار المسؤولين في الأمن بالجزائر ممن يعارضون النظام العسكري، نفوا تعميم مذكرة موقعة من قبل أي مسؤول في الاستخبارات، تدعوهم إلى حجز الصحافيين المغاربة بالمطار، وترحيلهم إلى بلدهم، مؤكدا على أنه في آخر لحظة صدرت تعليمات من البئيس الشنقريحة شخصيا، وبطريقة شفوية، لطرد الصحافيين المغاربة المختصين في الرياضة.
ويبدو أن هشام عبود اصاب كبد الحقيقة وكشف حجم العقل الذي يعشعش في جمجمة الـ”كابران” الذي يضع الحفاضات، والمتحكم في الجميع في الجزائر ولا يتحكم في “بوله” بالقول “حتى لو تم التسليم بأن الصحافيين المغاربة جواسيس كما تخيل شنقريحة، فهل سيتجسسون على مباراة لكرة السلة، أو تنافس المشاركين في لعبة الجمباز، أو عشب ملعب؟”.
ووفق عبود الذي سبق وعمل رئيس تحرير في مجلس الجيش الجزائري لعقود، فإنه لم يسبق له أن تلقى أي تعليمات من رؤسائه بشأن التجسس على مؤتمرات القمة العربية، ومنافسات ألعاب رياضية، لأن بلاده كانت “بشلاغمها”، قبل أن يردف بأن الإمعة حفيظ دراجي، هو ضحية لتعليمات العسكر الجزائري الذي مرغ الجزائر في التراب عبر، اتهام الصحافيين المغاربة بالتجسس، ما اعتبر سابقة.