تمكنت ساعة «أبل» الذكية من حماية مستخدميها صحياً، ونجحت في تنبيه العديد منهم إلى أعراض مرضية كان من الممكن أن تودي بحياتهم لو لم يتم التنبه لها، فيما يجري العمل على تطوير هذه الساعة لتصبح قادرة على الاتصال بشكل تلقائي مع الاسعاف أو سلطات الطوارئ في حال رصدت بيانات خطرة.
وتقوم الساعة بمراقبة الحالة الصحية لحاملها على مدار الساعة، بما في ذلك درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، ودقات القلب، وتحتفظ بالبيانات السابقة، كما أنها تعطي تنبيهات لصاحبها عندما ترصد أي حركة غير طبيعية في الجسم، فيما ترتبط الساعة بتطبيق على الهاتف المحمول يقوم أيضاً بتخزين البيانات ويمكن أن ينقلها أيضاً.
وبحسب العديد من التقارير فإنه يجري العمل على إنجاز تطبيقات هاتفية ترتبط بالساعة الذكية وتقوم بالاتصال تلقائياً بالإسعاف أو الطوارئ في حال تم رصد أعراض غير طبيعية كالارتفاع الكبير أو الهبوط الحاد في ضغط الدم، كما يقوم بإعطاء الإسعاف الموقع الذي يتواجد فيه الشخص بالتحديد حتى يتسنى لهم الوصول إليه بسرعة، دون الحاجة للحديث معه، على افتراض أن من الممكن أن يكون بمفرده في المكان وأن يتعرض لإغماء أو غيبوبة تجعله غير قادر على الحديث هاتفياً.
ونشرت جريدة «دايلي ميل» البريطانية قصة رجل كندي في الـ62 من عمره أفلت من الموت بفضل الساعة الذكية التي كان يحملها في معصمه، حيث أشارت إلى أن دينيس أنزيلمو الذي يقيم في مقاطعة «ألبيرتا» الكندية كان قد شعر الصيف الماضي بتعب بسيط خلال عمله، فتوقف لبعض الوقت من أجل الراحة، ولدى مراجعته لساعته الذكية فوجئ أن معدل دقات قلبه بالغ الارتفاع، فما كان منه إلا أن اتصل بالإسعاف فوراً إذ تلقى العلاج واكتشف أنه كان على شفير الموت.
ولدى نقل أنزيلمو إلى المستشفى اكتشف الأطباء لأول مرة وجود مشاكل في شرايينه وبدأ العلاج على الفور، ويقول الأطباء إن حالته كان من الممكن أن تتطور إلى الإصابة بأمراض أكثر خطورة، أو أن تؤدي به إلى الموت.
وتقول «دايلي ميل» إنه يجري حالياً تطويرُ تطبيق خاص بالمرضى على الهاتف الذكي ليرتبط أيضاً بالساعة، حيث من المفترض أن يتمكن التطبيق من تلقي البيانات الصحية من الساعة الذكية، ويقوم بالاتصال تلقائياً بخدمات الإسعاف فور تلقيه بيانات تشكل خطورة على حياة المستخدم، مثل الارتفاع الكبير في ضغط الدم.
وفي حال تمكن المطورون من إنجاز هذا التطبيق بفعالية فان من الممكن أن تساهم الهواتف الذكية والساعات المرتبطة بها في الحد من حالات النوبات القلبية التي تمثل واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم.
يشار إلى أن الساعات الذكية التي أنتجتها شركة «أبل» الأمريكية تفوقت على هواتف «آيفون» المرتبطة بها أصلاً، إذ أظهرت دراسة حديثة أن درجة رضا المستخدمين إزاء الساعة الذكية أعلى من رضائهم إزاء هواتف «آيفون».
وتبين من الدراسة أن نسبة الرضا عن ساعة «أبل» الذكية في أوساط المستخدمين العاديين تبلغ 97٪ مقارنة مع نسبة رضا لا تتجاوز 92٪ في أوساط مستخدمي هواتف «آيفون» ونسبة رضا لا تتعدى 1٪ في أوساط مستخدمي أجهزة الكمبيوتر اللوحية «آيباد».
وقال مسؤول الدراسة بين باغارين إن «النتائج كانت مفاجئة بسبب أن مثل هذا الارتياح لمنتج جديد يعتبر مبكراً جداً، وليس طبيعياً أن يكون بهذا المستوى من الارتفاع».
ويتوقع باغارين أن تتمكن شركة «أبل» من تحقيق مبيعات عالية لساعاتها الذكية، مشيراً إلى أنه «عند بدء طرح الساعة سمعنا عدداً من الأشياء المقلقة، إلا أنها تلاشت على ما يبدو وانتهى الأمر إلى ارتياح غالبية المستخدمين».
وبهذه المعلومات فان التوقعات تشير إلى أن الساعة الذكية ستشهد انتشاراً واسعاً على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعزز التوقعات بأن الاعتماد عليها سوف يزداد واستخدامها سوف يتوسع.