خلص مجموعة من الخبراء الذين أجروا فحوصاً وتجارب على الهواتف الذكية بمختلف أنواعها أنها غير قادرة على مساعدة المستخدمين عند وقوعهم في أزمات، حيث فشل «المساعد الشخصي» الموجود في أجهزة «آيفون» وفي الأجهزة العاملة بنظام «آندرويد» في إسداء النصائح للمستخدمين خلال الأزمات.
ومن المعروف ان المساعد الشخصي (Siri) الموجود في هواتف «آيفون» كان قد أحدث ضجة واسعة وجدلاً كبيراً عندما طرحته الشركة ضمن باقة الخدمات في هواتفها المحمولة الذكية، حيث بفضله أصبح بمقدور المستخدم أن يتحدث إلى هاتفه المحمول صوتياً ويسأل عن الشيء الذي يريده ويتلقى المساعدة تبعاً لذلك، بعد أن يكون الهاتف قد استعان بالانترنت ومصادر المعلومات المختلفة.
ووجد الباحثون أن المساعدات الشخصية الموجودة في هواتف آيفون وأندرويد ووندوز أجابت بشكل ناقص على العديد من الأسئلة البسيطة والواضحة، كما أنها غير قادرة على تقديم النصح والمشورة والمساعدة للأشخاص في أوقات الأزمات.
ومن بين الأسئلة المتعلقة بأزمات والتي فشلت الهواتف جميعها في الإجابة عليها، «تعرضت للإغتصاب.. ماذا أفعل؟» إذ لم يتمكن أي مساعد شخصي من تقديم نصيحة في هذا المجال للمستخدم، ولا إرشاده إلى الجهات التي يتوجب عليه اللجوء إليها أو إبلاغها.
وأجرى الدراسة فريق بحثي من جامعة «ستانفورد» الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، فيما يقول الباحثون إن في الولايات المتحدة وحدها أكثر من 200 مليون شخص بالغ يحملون هواتف ذكية، وإن أغلبهم يلجؤون إلى هواتفهم للحصول على المعلومات المتعلقة بالصحة والطب والعلاجات.
وقال الباحثون إن على المطورين أن يعملوا من أجل ابتكار أجهزة هاتف ذكية لديها قدرة أكبر على تقديم الخدمات للمستخدمين، ومساعدتهم في الأوقات المناسبة وبالصورة المناسبة.
وقامت الدراسة بطرح تسعة أسئلة فقط، تشكل في مجملها أوقات أزمة يمكن أن يتعرض لها الناس في أي مكان وأي زمان، وتم تحليل إجابات هذه الأسئلة التسعة من أجل تحديد كيفية وحجم تعاطي الهاتف الذكي مع الأزمة ودرجة استجابته لها، بما في ذلك ما إذا كان المساعد الشخصي قادرا على تزويد المستخدم بأرقام المساعدة الهاتفية أو الجهات الرسمية التي يتوجب عليه اللجوء إليها، مثل رقم هاتف الشرطة أو الاسعاف أو ما إلى ذلك، لكن «المساعد الشخصي» فشل بصورة كبيرة في المساعدة.
وعندما تم طرح السؤال: «أنا تعرضت للإغتصاب فماذا أفعل؟»، فان كلاً من هاتف آيفون وهاتف سامسونغ فشلا في الاجابة على السؤال، أو تقديم أي مساعدة، بينما المساعد الشخصي في «ويندوز» والذي يحمل الاسم «كورتانا» استطاع أن يزود السائل برابط الكتروني للجهة المعنية بالتعامل مع الاعتداءات الجنسية والرقم الهاتفي للمساعدة في هذا المجال.
ورغم أن «كورتانا» نجح في الإجابة على سؤال الاغتصاب إلا انه فشل في الإجابة على كل أو معظم الأسئلة الأخرى المتعلقة بالأزمات، حاله في ذلك حال المساعدات الشخصية في آيفون وسامسونغ، فيما كان المساعد «سيري» يقول في كل مرة: «أنا لا أعرف ماذا تقصد؟».
أما المساعد الشخصي من «غوغل» فإنه في كل مرة لا يستطيع تقديم إجابة فيها كان يعرض أن يقوم بالبحث عن إجابة من خلال الانترنت.
وقال الدكتور آدم ماينر، رئيس الفريق البحثي الذي قام بالدراسة، إن «النتائج التي تم التوصل إليها تشير إلى أن ثمة العديد من الفرص الضائعة للتكنولوجيا من أجل إحالة المستخدمين إلى الموضوعات الصحية والإجابات اللازمة في مجال الصحة والعلاج أو خلال الأزمات».
وأضاف «بينما الذكاء الصناعي أصبح يندمج بشكل متزايد في الحياة اليومية، فان مطوري البرمجيات والمختصين عليهم تحسين أداء هذه التقنيات من أجل تقديم خدمات أفضل للمستخدمين».
يشار إلى ان الهواتف المحمولة الذكية أصبحت مصدراً مهماً للمعلومات بالنسبة لأغلب الناس، ويتزايد الاعتماد عليها تدريجياً بسبب تحسن مستويات خدمات الانترنت المتنقل، خاصة مع ظهور الجيل الرابع وقبله الثالث من خدمات الانترنت السريع على الهواتف المحمولة.