تاوريرت المدينة المنكوبة بعقدة الإمساك بكرسي السلطة

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

تاوريرت المدينة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، ذات التاريخ الضارب في القدم، رمز المحبة والسلام وعنوان الطاعة والولاء …، تلك المدينة التي تختزل الخيرات والثروات… أضحت عروسا تباع في السر تحت طاولة المصالح الشخصية والحزبية بعد ما سلخ جلدها ثلة من الفاسدين وباتت محاصرة بين فساد المسئولين وهمزات الشياطين .

تاوريرت تعيش كل أشكال الإهمال والتهميش والتحقير في الوقت الذي تنطلق فيه مدن أخرى ليست ببعيدة عنها نحو الإعمار والبناء والتنمية ويُسْرِ التقديم للخدمات بمختلف أنواع أنشطتها السوسيو اقتصادية.

ما تعانيه مدينة تاوريرت في هذه السنوات الأخيرة تحت عباءة التسويف للمسؤولية يعد إجراما في حق هذه المدينة التي أهملتها السلطات حتى أضحت مكانا عقابيا للمسؤولين الفاسدين وبؤرة لالتقاء وجوه الشر من ممتهني السياسة، وممن كانوا في الحضيض، وأصبحوا بين ليلة وضحاها أصحاب مشاريع اغتنوا من ثرواتها وأموالها دون حسيب أو رقيب .

مدينة تاوريرت ضحية سياسات توافقية تمت ولا زالت تتم تحت جنح الظلام؛ ضحية سياسات الإقصاء والتهميش والتفقير والتعطيل، وإذ لعل حال المدينة المزري ووضع أبناءها المبكي أكبر دليل على ما حيك ولا زال يحاك ضد هذا الجزء من المملكة المهمل .

مسئولون ومنتخبون وبرلمانيون جثموا على صدور ساكنة المدينة، اشتروا ذممها وداسوا على كرامتها وكرامة أبناءها المنبطحين الخانعين قهرا، خوفا من سياط  ثلة من المتسلطين على السياسة، ممن يعانون من عقدة الإمساك بكرسي السلطة، والذين لا هَمَّ لهم سوى قضاء مصالحهم الشخصية والفئوية وتوزيع خيرات وثروات المدينة وأموالها بينهم أمام صمت الحكومة التي لا تكلف نفسها عناء إرسال لجان لتقصي حقائق ما يدور في دهاليز الشأن المحلي للمدينة والذي تخيم عليه ممارسات مذمومة، قد تكون اختلاسات أو تزويرا أو تلاعبا بالمال العام، أو احتكار للملك العمومي ضمن صراعات سياسية تغذيها المصالح الشخصية… انحطاط سياسي وإعلامي منقطع النظير.

إلى متى سيستمر هذا الإجحاف والإقصاء في حق هذه المدينة المتكالب عليها ؟ وحيث يظل هذا الإستمرار يسائل  شعارات العدالة المجالية والإجتماعية والحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة وغيرها من الشعارات الرنانة التي لا نراها على أرض الواقع بين أقاليم جهة وجدة أنجاد؟

فهل من فجر يضاحك بؤسنا وشقاءنا في هذه المدينة المنكوبة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *