كهذا عنونت إحدى الجرائد التركية وهي تعلّق على المقابلة التاريخية بين المغرب والبرازيل وما رافقها من أجواء احتفالية وحسّ تنظيمي إحترافي بمقاييس عالميّة خاصّة الجانب المتعلّق بالنقل التلفزي لأكثر من مليار مشاهد ومن مختلف القّارات.. ليتأكد من خلال النتيجة أن تواجد منتخبنا داخل المربع الذهبي لم يكن وليدة صدفة كما جاء في القراءة التقنية لخبراء الكرة المستديرة..
وبالعودة إلى ربط هذا الانتصار الرياضي بصلاة التراويح ووقعها الروحاني في هذا الشهر الفضيل فالأمر يحيلنا إلى انتصارات أخرى لنخبتنا الوطنية منذ النزال العالمي بقطر إلى حدود مقابلة الأمس مع البيرو باسبانيا.. باعتبارهم سفراء لكل القيم المغربية الجميلة ببعديها الديني والحضاري..
فبعد مشاهد الإحتفال بالأم داخل مدرجات قطر والتي انتهت باللقطة العائلية مع عاهل البلاد داخل القصر الملكي وبعفويتها وحميميّتها كأيّ أسرة مغربية عادية..تابعنا جميعاً هذه الإلتفاتة الإنسانية الرائعة لأفراد النخبة الوطنية اتجاه سجناء الحق العام وما تركته هذا الزيارة من الأثر الطيب والوقع الإيجابي ظهر ذلك من خلال التجاوب التلقائي مع مغاربة هم مشاهير كرة القدم العالمية وخاصة في هذا الشهر المبارك.. بنفس الحماس الإنساني مع الأطفال والوضع داخل إحدى المستشفيات ناهيك عن التواضع والانصات مع ذوي الحاجات الخاصة خارج الملعب أو داخله..
هم نجوم كرة القدم وبملايين المعجبين عبر أنحاء العالم وبقيمة تسويقية مالية بادخة لم يستثمروا هذا الوضع الإعتباري وتلك الرمزية الإشعاعية من أجل إرضاء نزوات الذات وإغراءات الأنا.. بل من أجل راية الوطن ورفع قيمته الحضارية وسط الأمم..
ولعل حادثة فندق مدريد وما تعرّض له المنتخب الوطني من سلوك عنصري ورد الفعل قائد المنتخب الوطني وليد الرگراگي معلناً تسامحه مع هذا الفعل الطائش تجسيداً للحديث الشريف :
( ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تعالى) (رواه أحمد).
وحتّى يعرف هذا الطائش من خلال هذا الموقف فضائل ديننا الحنيف خاصة ونحن في شهر الفضائل والتسامح.. كرسالة موجهة من المدرب الوطني المغربي إلى العالم..
هي مشاهد مليئة بالقيم الأخلاقية والحضارية خارج الملعب ولا تختلف عن جمالية اللعب النظيف داخله.. وبروح الندّية وتنافسية الدفاع عن لون العلم الوطني
هو منتخب النّيّة.. وهي روح الإسلام واصلها.. حتّى قيل ان لكل امرئ مانوى.. وكانت ملحمة قطر والتوكل على العزيمة والاستعداد الجيد لنفوز بقلوب العالم في أفق احتضان هذا العالم داخل بلدنا سنة 2030..
هي دروس وعبر بصمت تاريخنا الرياضي مع هذا المنتخب الوطني قبل أشهر.. ليترك بذلك نمادج لكل المسؤولين وفي كافة المستويات من أجل خدمة الوطن وتحقيق انتصارات في مجالات اجتماعية الصحة والتعليم والعمل على تخفيف عبء المعيشة على كافة المواطنين..
نعم هو انتصار بعد صلاة التراويح.. بطنجة..ولا يختلف طعمه ودلالته عن صلاة التراويح بمسجد معبر الگرگرات بعد تحريره قبل اقل من سنتين..
هي خريطتنا البوصلة في قلب العالمية ولامكان بيننا للمتخادلين وقليلوا النيّة.