أمام خطوات الجزائر التصعيدية من جانب واحد، ضد المغرب، ووصولها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، يجري الحديث مجددا عن دور سعودي مصري للوساطة بين المغرب والجزائر لإنهاء القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، والذي يتزامن هذه المرة مع استعداد الرياض لاحتضان قمة جامعة الدول العربية شهر ماي المقبل، والتي يُتوقع أن يحضرها الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد 6 أشهر فقط من قمة الجزائر التي ألغى العاهل المغربي حضوره فيها في اللحظات الأخيرة.
وبعث المغرب إلى المملكة العربية السعودية، السفير فؤاد يازوغ، المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي اجتمع بمساعد وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية السفير سامي بن عبدالله الصالح، مساء أمس الأربعاء، وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الطرفين “تبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
ويتعلق الأمر بالاجتماع الثالث للجنة التشاور السياسي ولجنة المتابعة على مستوى كبار مسؤولي وزارتي الخارجية، وحضره أيضا سفير السعودية بالرباط عبد الله بن سعد الغريري، وسفير المغرب بالرياض مصطفى المنصوري، وعدد من مدراء الإدارات وممثلي الوكالات في وزارتي الخارجية بالبلدين، وقالت الوكالة السعودية إن الجانبين تباحثا خلاله حول سبل تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
لكن قبل ذلك، قالت شبكة i24 الإسرائيلية إن هناك مساع حثيثة تقودها السعودية ومصر للمصالحة بين المغرب والجزائر خلال قمة جامعة الدول العربية المزمع انعقادها في الرياض في شهر ماي المقبل، وأن “كل المؤشرات تؤكد أن المفاوضات جارية من أجل أنهاء الأزمة بين البلدين الجارين، والجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة القضايا العالقة وإيجاد حلول تناسب الطرفين، بعيدا عن التعنت والعداء”.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تُصر فيه الجزائر على أنها مستمرة في سياسة “القطيعة” مع المغرب، إذ في حوار مع قناة “الجزيرة” قبل أيام قال الرئيس تبون تبون “نأسف لوصول العلاقة بين الجزائر والمغرب إلى هذا المستوى بين بلدين جارين”، لكنه أضاف “العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة وموقفنا هو ردة فعل”
وفي مارس الماضي أكدت الجامعة العربية على عقد القمة في الرياض بتاريخ 19 ماي 2023، على لسان حسام زكي، مساعد الأمين العام للجامعة، بعد 6 أشهر ونيف على قمة الجزائر التي أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن الملك محمد السادس “كان ينوي حضورها”، قبل أن تُلغى الفكرة بعد أن تعاملت السلطات الجزائرية مع الوفود المغربية بطريقة سيئة.