تواتر خلال هذا العام الإعلامي 2023 وغلب في أثناء نصفه الأول على التدخل الصحافي في مراقبة سياسة التدبير العمومية للشأن المحلي بالمدينة مراكش، والملقى متابعة تنفيذ برامجها على السلطة المحلية، (غلب عليه) موجهات التسخير والإخضاع والتطويع لفبركة ما يظهر العيوب والتعريض ضمن استغلال مقصود للتعثرات، أوترصد التعطل في إخراج أو إعلان إنجاز برنامج المشروع –أي برنامج مشروع- الذي لا يمكن حتما أن يفهم التوقف في ترادف واطراد وتعاقب مراحل استتمامه فشلا أنهى الإشتغال به وعليه، ويجبر على إجراء فاصل زمني على تواصل مراحل استكماله وتحققه شرط تقني أو عجز في التغطية المالية والتي لا يمكن أبدا أن تحدث غير في حالة تعدد الشركاء والمساهمين، وتظل بدورها مستبعدة الحصول لأن الإهتمام بالمالية افتراضها أو اعتقادها وتقديرها يحدث بمقتضى الدراسة لتكلفة المشروع الإجمالية، أو أن التوقف عن إعلان الإنجاز للبرنامج راجع لعدم التزام المقاولة بالسقف الزمني المحدد لإنجاز البرنامج، وحيث ضمن هذه الأسباب تظل الصعوبة التقنية أكثر ترجيحا في توقف إنجاز البرامج والتي لا تظهر أو تطرأ إلا حينما البداية في الإنجاز أو في مراحل متقدمة منه، وهذا أمر لا تدركه الكتابة الصحافية المحلية وإن كان متاحا فهي لا تبحث فيه، فتتحول إلى كتابة صدامية أكثر ما يفعل التوجيه على أنها كتابة موجهة، على غرار العنوان التالي (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس).
هذا العنوان الذي في تصنيفه على أنه كتابة كاريكاتورية لمحادثة هاتفية يزعم مفرغها أن جزءً منها حقيقي، تركيبها التعبيري غير تصويري حتى تدرج ضمن هذا التصنيف، وتبقى دون تفاصيل أكثر داخل دائرة التبخيس وخارج منطقة الهزء والسخرية والتهكم والتي جميعها جنس أدبي محض وبامتياز، وليست جنسا إعلاميا أو صحافي، وهي تشكل في التصوير الكاريكاتوري عبر الكتابة أو الصورة عناصر تمثل الكاريكاتوري أو الساخر في عملية النقد، لذلك فالسخرية عبر هذين الآليتين المحققتين لها هي فن وطريقة تعبير يستعمل فيها الشخص بحسب الدراسات المهتمة ألفاظاً تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة، وهي النقد والنقد اللاذع بصورة الضحك والاستهزاء عبر التشويه الذي لا يبلغ حد الإذاية أو الإيلام، وتكبير العيوب الأخلاقية والسلوكية أوالعضوية أو الحركية أو العقلية بطريقة خاصة وغير مباشرة، وتنقلب إلى تهكم عندما (توظف بنية عدوانية جدا باستعمال السب والشتم والمس بخلقة الشخص من حيث اللون أو العرق)، كما تؤكد على ذلك الدراسات المختصة؛ وبحسب شكري المتولي أن {الهجاء أدب الغضب المباشر والثورة المكشوفة، والسخرية أدب الضحك القاتل والهزء المبني على شيء من الغموض}، وهي عناصر مفقودة فنيتها في عنوان (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس) الذي كان قصده التبخيس، الضآلة والرخص؛ هذا أولا.
فعنوان (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس) لدى القراءة يقوم على الموازنة بين شخصيتين، عامل عمالة مراكش والي جهة مراكش-آسفي كريم قسي لحلو، ورئيسة المجلس الجماعي لمراكش عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، فإذا كان مضمون المحادثة الهاتفية ومحتوى الجمل يظهران استماتة رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري عبر حرصها على خدمة الشأن العام المحلي المرتبط بصلاحيات المجالس الجماعية واختصاصاتها، ويقدمها بدور الناصح والإرشاد والتوجيه، والهادية إلى سواء السبيل، فهو ذات العنوان (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس)، يقدم عامل عمالة مراكش والي جهة مراكش-آسفي كريم قسي لحلو باعتباره متخاذلا، متقاعسا، خاملا أو متأخرا في أداء مهمته وانشغالها عنها بالتشبث بكرسي السلطة، فإن هذه الصفات أو الأوصاف تظهر الرجل أنه صغير الهمة، وهو أمر تفنده وتنفيه أولا الثقة المولوية التي اعتمدته عاملا لعمالة مراكش، واليا على جهة مراكش-آسفي، بين كثير من الكفاءات من أطر الدولة، ثم أن هذه الأوصاف التي جاءت مبطنة في ردود المحادثة التي يزعم أن جزءً منها حقيقي إن كانت موجودة وحاصلة في الواقع، تجحد على عامل العمالة والي الجهة عمله في استدامة التنمية المحلية على نفوذه الترابي باعتباره عاملا وواليا، وتوجهاته للحفاظ على المجال الترابي واستثماراته في ما يمكن من بلورة التصور الإستراتيجي للسياسة العمومية في بناء مدينة متلائمة مع التطور المجالي للمدينة وللجهة إن ذلك في مستواه الإجتماعي والإقتصادي والثقافي والخدماتي، والقرب الإداري للمصالح، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، وهذا ثانيا.
ويحمل عنوان (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس)، دعما لتوجيه إنكاره وتنكره لعمل عامل العمالة الوالي على الجهة لحلو، ظاهرة البناء العشوائي والباعة الجائلين، حيث أن العمل المبذول على هذا المستوى يبطل ادعاء التراخي في مقاومة الظاهرة التي يستحضر في إطار التعرض لانتشارها مجالس التأديب والأحكام القضائية الصادرة ضد أعوان السلطة الذين شن عليهم منذ تنصيبه عاملا على عمالة مراكش واليا على جهة مراكش-آسفي، وتحديدا في السنة 2022 حملة تطهير وإخضاع ممن ثبتت في حقه تهمة التستر على البناء العشوائي بمنطقة ملحقة نفوذه الترابي، وتهمة الإرتشاء لتسهيل إقامة بناية عشوائية (ملحقة رياض السلام- باب دكالة- إيزيكي…)،وعزل ما يناهز 78 عون سلطة بينهم 5 عون سلطة على النفوذ التربي للملحقة الإدارية رياض حي السلام، ثم توقيف وإحالة ملف رئيسي جماعتين على القضاء الإداري خلال هذا العام 2023، والذي حكم بعزل رئيس جماعة السويهلة (عبد الرزاق أحلوش)، في ما لا تزال المتابعة القضائية مستمرة في حق (عمر خفيف) رئيس جماعة أكفاي بعد توقيفه عن ممارسة شأن التدبير المحلي للجماعة؛ والأكيد أن عملية الملاحقة أكبر بدلالاتها واستدلالاتها من هذا الشاهد المُختصر كثيرا لعمل عامل العمالة والي الجهة لحلو على واجهة محاربة البناء العشوائي بالمدينة مراكش وعلى النفوذ الترابي للولاية.
استنادا على ذلك، فعنوان (المنصوري عمدة مراكش و عامل عمالة الأخيرة والملايير والنعاس)، قد حمل إدانته في محادثته التي قال بأن جزء منها حقيقي، وأن اعتماده على ظاهرة البناء العشوائي قد أفرغت محتواه من القدحية التي حاول إبداءها باعتبارها عنوانا بارز لتدبير عامل عمالة مراكش، والي جهة مراكش-آسفي لحلو، وهو العنوان الذي يستبدل ويقلل من قيمته ويزهد في تأثيره، يستبدل بعنوان {محاربة البناء العشوائي … مأزق الكتابة الموجهة}