مخدّر البوفا، أو ما يصطلح عليه بكوكايين الفقراء. يُعرف هذا المخدّر بأصوله اليونانيّة ويلقب ب “سيزا SISA ” في الخارج، وهو مادة رخيصة ومدمّرة تسبّب الإدمان يتمّ تصنيعها من نفايات الكوكايين.
في الآونة الأخيرة، وفي مناطق مختلفة من بلادنا، انتشر هذا المخدّر بسرعة في أوساط الشباب والمراهقين والمراهقات، حيث يمكن أن تؤدي ثلاث جرعات فقط من هذا المخدر إلى إدمان شديد، حيث يسبب اضطرابات نفسية لا يمكن تجاوزها بسهولة مثل الفصام والاضطراب الوهمي والاكتئاب، ومضاعفات جسدية كالعدوى الجلدية وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكلى، ما يثير قلقًا متزايدًا لدى الأسر والمجتمع برمته لما له من نتائج كارثية على الصحة النفسية والجسدية. ولعل تصريحات بعض ممن تعاطوا هذه المادة على وسائط التواصل أبرز مثال على ما نقول. هذا فضلا عن الميل نحو العدوانية والعنف والجريمة بكل أصنافها مما يهدد سلامة المجتمع، على اعتبار أن هذا الشباب هو ركيزة المجتمع، فهو من يعول عليه لقيادة المجتمع في المستقبل والنهوض به في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية …فإن ضاع الشباب ضاع المجتمع.
ومن هذا المنبر، ندعو السلطات إلى التفاعل والتدخل للضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه استغلال ضعف الشباب المغاربة، الذين يتأثرون بالفقر والبطالة أو الإقصاء الاجتماعي ونقص التعليم، وضد المروجين والمنتجين لهذا المخدر والمخدرات بوجه عام، كما ندعو السلطات الحكومية إلى سن قوانين وتشريعات زجرية في هذا الباب للحد من هذه الافة التي نخرت المجتمع وأغرقته في أتون حرب ضروس لا تبقي ولاتذر، ذلك لأن العقوبات الحالية للمخالفات المرتبطة بالمخدرات ليست كافية لترهيب المهربين والمتعاطين. لذلك، يوصى بتعزيز الإطار القانوني والمؤسسي لمكافحة هذه الآفة بفاعلية.