مناضلة جمعوية بامتياز متحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، ومدافعة عن القضية الوطنية، مستميثة في الدود عن الوحدة الترابية للمملكة الشريفة، تتعرض بكامل الحسرة لحملة إعلامية ذات طابع تشهيري، وإيذاء لمشاعر القيم الوطنية الحية في مكامن الإرتباط والتعلق بالوطن ومقدساته التي آمنت بها رموزا سيادية، كباقي مثيلاتها من المناضلات المتحدرات من الأقاليم الجنوبية للمملكة.
تحدتث بعفوية الثابت وتلقائية المثتبت ومرارة المطعون، عن موقع جند كل الطاقات لوضعها في قفص الإتهام في قضية تعتبرها كيدية، وذات دلالات متشعبة يمكن التقاطها من المؤشرات المشكلة لبناء المقالة شكلا ومضمونا، ومن محتوى قرص مدمج بني بإحكام للإيقاع بها في قضية واضحة المعالم، عميقة الدلالات، ذات عناوين فرعية، تلتقي في مجموعها حول تعمد الإدانة، بناءا على معطيات قالت عنهان بأنها “مضللة” و “مفبركة”، نسجت خيوط لعبة ميئوس من نتائجها ومن أهدافها.
عنون كاتب المقالة صك الإتهام ب “صحراوية تعتدي على …”، مما يعني الفهم ال ضيق المعول عليه في صياغة العنوان “صحراوية ..”، والذي يسوق أولا إلى “قصدية” قدحية مغرقة في التصنيفات (الإثنية)، ذات الأبعاد (التجزيئية)، القائمة على الترويج لخطابات الطائفية المذلة، مصدر قلقلة الإستقرار الجماعي، المستتب بالمملكة المتنوعة الأعراف والتقاليد وصميمية العلاقات الأسرية، ومن هنا تجب الإشارة، بل التأكيد، على أن مثل هذه العنونة تفتقر إلى الإدراك والوعي بالعلاقة الناظمة بين اللفظ “المقيد” واللفظ “المطلق”، ومن تم يمكن تشكيل معنيين من لفظ “صحراوية”:
معنى مطلق يؤطر لدلالة عامة ل “صحراوية” موجودة بالمغرب أو تندوف أو إسبانيا أو أمريكا اللاثينية، ما يبين أن الإطلاق الذي تدل عليه كلمة “صحراوية”، يفضي إلى تناسل الضبابية على مستوى الفهم والإدراك، بل إلى تيمة ذات منطوق متعدد غير محدد المعالم، ما يخلق كثيرا من التأويل ينتهي في الغالب إلى ممارسة لعملية القدح المكشوف، وهو أمر ترفضه الكليمة من القدح “شادية لعتيريس”، وتعتبره تجريحا وتجريدا وإقبارا لهويتها المغربية “نيشان وجودها”.
معنى التقييد الذي يتم عند الإنطلاق من خاصية الإطلاق إلى التقييد، إذ تتبدى الأمور وينجلي المفهوم بشكل يبتعد به عن قصدية الإساءة، فالقول (صحراوية مغربية- صحراوية من الجنوب)، لا تحمل على الظن والتأويل، وهذا الإستعمال ما يطلق عليه في فن البلاغة ( التقييد )، وهو أمر ضروري في العناوين للحد من إشكالات التأويل، ومظان الفهم السيء للكلمة.
إذن، كان حريا بصاحب المقال أن يختار عنوانا غير مثير للجدل، وغير حمال لقصدية الإساءة إلى الآخر، إضافة، إلى ما شعرت به الفاعلة الجمعوية، الشديدة الحرص عن القضايا الوطنية، شادية لعتيريس، من إهانة حاطة بكرامتها من هذا الإطلاق غير الممنهج، وغير المقبول في الكتابة الواعية المستبصرة، المدركة لخبايا اللغة وأسرارها، وآلياتها المعقدة التي لن تتأتى قطعا للمبتدئين في الكتابة الظانين بالآخر ظن السوء.
يحمل المقال المومأ إليه، أخبارا مفبركة بحسب تصريح المتضررة شادية لعتيريس، إذ تنفي جملة وتفصيلا ما جاء في ذات المقال، معتبرة الأمر تعد على شخصيتها الأدبية والمعنوية، والحال أن السيناريو الذي اعتمده صاحب المقال بحسب شادية لعتيريس، مبني على مبادئ المغالطة والتحريف، ذلك، أن مجمل مكونات الخبر استندت في صياغة المقالة من وجهتها المغلوطة والمفبركة والمسيئة للظن.
فبالرجوع أبدا إلى تيمة الخبر، توظف مؤشرات بشكل يفتقر إلى التناغم في تسلسل الأحداث، كما تنعدم فيه روح المسئولية والتحري، والتأكد من صحة ما يكتب، بناءا على مد الجسور بين الكاتب والشخص موضوع المقال، تبين شادية لعتيريس، التي أضافت إظهار، أن القضية تدعو إلى التأويل على المستوى الإعلامي، وهو الشيء الذي لم يحدث من مضمون المقال.
إن ما جاء في المقالة المشار إليها، استنادا إلى شادية لعتيريس، هو غيض من فيض، وغابة تخفي وراءها حقائق تثبت من جهة، محاولة توريطها، وتدين كل من حاول المس بكرامتها باعتبارها مواطنة مغربية، رفضت أن تضع يدها مع من لا يعترفون بالفضل ولا يمتلكون حس المواطنة.