الملاحظ جورنالجريدة إلكترونية مغربية
قام مجلس جهة مراكش آسفي، اليوم الإثنين 2 أكتوبر الجاري، بتكريم صاحب الدراجة الهوائية، الذي تبرع بنصف كيس من الدقيق لفائدة ضحايا الزلزال، في مشهد وثقه فيديو انتشر كالنار في الهشيم ليتحول إلى أيقونة من أيقونات التضامن المبهر الذي عبر عنه المغاربة في محنة زلزال الحوز.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن هذه الخطوة التكريمية الرمزية تمت على هامش الدورة العادية لمجلس جهة مراكش اسفي لشهر أكتوبر، المنعقدة بشكل استثنائي بمقر عمالة اقليم الحوز، كنوع من التضامن مع الإقليم المنكوب بعد الزلزال، اعترافا بجميل صنيعه وتشجيعا لروح التضامن بين المغاربة والتي عبر عنها الرجل الخمسيني بشكل عفو.
وحسب نفس المعطيات، فإن هذه الالتفاتة التكريمية جاءت خلال دورة المجلس التي تشهد تضمن جدول أعمالها، تعديل ميزانية التجهيز برسم السنة المالية 2023، مثلها مثل باقي جهات المملكة، للمساهمة في التخفيف من الآثار الناجمة عن الزلزال.
وكان الرجل الخمسيني الذي أصبح معروفا بمول البكالة واحد من اشهر الوجوه المغربية التي طبعت الحملة التضامنية الواسغدعة بين المغاربة لإغاثة ضحايا الزلزال، فبينما كان عدد من المواطنين ينظمون قافلة تضامنية مع ضحايا الزلزال بمدينة تيزنيت، ظهر الرجل الخمسيني وهو يرتدي “قندورة” ويمتطي دراجة هوائية يقصد مجموعة من الناس وهم يجمعون تبرعات بعض المحسنين ومن يرغب في المساعدة بما استطاعوا، ترجل الخمسيني من على دراجته وأمسك بنصف “خنشة” دقيق وقدمها لشاب كمساهمة منه في محنة إخوانه في الحوز.
المشهد المؤثر لم يكن هو هذا الفعل فقط، وإنما كون الرجل حالما قدم معونته رحل ممتطيا دراجته بسلاسة دون أي بهرجة و دون أن يدري أن الكاميرا وثقت كرمه و نخوته.
وعكس ما تم تداوله بأن الرجل تبرع من قوت يومه وأنه رجل فقير للغاية، فقد أكد المعني بالأمر في تصريح صحفي عقب تكريمه، أن الكيس كان به 10 كيلوغرامات من الدقيق اللين الممتاز، قام بربطها بتلك الطريقة من أجل تثبيتها في دراته الهوائية.
وأوضح المتحدث أنه لم يكن على دراية بالفيديو ولا بحجم الانتشار الذي وصل إليه ولم يعرف موثقه لحدود الآن، إلى أن أخبره جاره بأن الفيديو أصبح حديث المغاربة وغيرهم من دول أخرى.
وأعرب “مول البيكالة” عن فرحه الشديد بما قدمه وبما خلفه الفيديو خاصة دعوات الناس له، رغم أن محاولات استقدامه من طرف هيئات ومؤسسات عديدة بهدف التكريم باءت بالفشل مرات عديدة، إلى أن تم الإلحاح عليه وجلبه لهذا التكريم في مجلس جهة مراكش آسفي.
