باريس : عبد الحفيظ بوبكري
تحل الذكرى 21 للخطاب الملكي السامي بوجدة، يوم 18 مارس 2003 الذي أعطى فيه جلالته الانطلاقة للمبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، باقليم فجيج في أجواء يتساءل فيها المواطن الفجيجي عما تحقق من المبادرة على أرض الواقع بالإقليم، فلا يجد في ذاكرته للسنوات 21 الماضية منجزات تحققت، أو ملفات عولجت أو غبنا زال، أو محنة ارتاح منها، وقد كان على عمالة الإقليم أن تنظم يوما “تحتفل” فيه بالمنجزات إن وجدت وتعلن عن مشاريع مستقبلية إن وجدت هي الأخرى.
فما يتذكره المواطن بمدينة فجيج وهو يسمع 18 مارس هو اغتصاب أرض “العرجة” أمام مرأى ومسمع السلطات المغربية التي لم تتدخل سوى لرش البعض ببعض المبالغ المالية المحتشمة كمساعدة لبعض المتضررين، فيما أقصت آخرين، ووعدت بتسوية ملفات، وتأسيس تعاونية يستفيد منها ذوو الحقوق بقصر اولاد سليمان، لكن لاطير يطير ولادابة تسير، فلا العرجة رجعت، ولا الملفات سويت ولاا لتعاونية تأسست، و… و… وإذا القضية سئلت بأي حق أغلقت.
ومايراه المواطن اليوم على أرض الواقع سوى حراك “ماء بفجيج”، واجتماع ستعقده عمالة إقليم فكيك بمدينة بوعرفة لمص غضب الساكنة حول ماتعرفه المدينة من احتقان حول إشكالية الانضمام ل”مجموعة الجماعات”، وبالتالي تدبير الماء من طرف شركة قيل عنها “عمومية” وسرعان ماستتحول إلى شركة “خاصة” تأخذ ماتبقى للساكنة من ملكيتهم، فالعديد من المساحات اغتصبت، واشجار النخيل سرقت، والرجال رحلت، والإكراهات تفاقمت، والماء المعتبر البصيص من الأمل الذي يجعل السكان يتمسكون بالأرض مهدد بالإنقراض، وعندها لن يبقى للمواطن سوى الهجرة، و تصبح بذلك “المبادرة” حلما والمواطن المهاجر واقعا.
فهل ستسلك عمالة اقليم فكيك نفس المسلك الذي سلكته ولاية جهة الشرق مع متضرري أرض العرجة حيث فرضت عليهم منطقها “غير بالفن” ونفذت ما رأته مخرجا لها ولهاجسها الأمني؟