حزب الحمامة على حافة الانهيار: أخنوش يجمع مسؤولي الجهات و التصويت العقابي يلوح في الأفق

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بدأت هذه الصراعات تتصاعد بعد نجاح الحزب في الانتخابات السابقة، حيث كانت هناك توقعات بأن يستمر التجمع الوطني للأحرار في تعزيز مكانته السياسية على الصعيد الوطني. ومع ذلك، أظهرت السنوات الأخيرة أن هناك انقسامات جهوية كبيرة داخل الحزب، حيث بدأت بعض المناطق تظهر خلافات حادة بين القيادات الحزبية المحلية والمركزية. هذه الخلافات أصبحت تظهر على السطح في الاجتماعات الجهوية التي غالباً ما تشهد صراعات حادة وتبادل للاتهامات، الأمر الذي يضر بتماسك الحزب.

أزمة القيادة في كلميم واد نون: من أبرز الأمثلة على هذه الصراعات هو الصراع الذي اندلع بين رئيسة جهة كلميم واد نون، أمينة بوعيدة، ووالي الجهة. الخلافات التي نشأت بين الطرفين كانت سبباً رئيسياً في غياب بوعيدة عن الاجتماعات الحزبية، مما أثار تساؤلات حول قدرة الحزب على إدارة الملفات الجهوية بكفاءة، خصوصاً في جهة استراتيجية مثل الصحراء. بوعيدة، التي تعد من أبرز القيادات النسائية في الحزب، لا تزال تجد صعوبة في التنسيق مع بعض المسؤولين المحليين في المنطقة، مما يعمق التوترات داخل الحزب ويهدد بخسارة تأثيره في هذه الجهة المهمة.

واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها حزب الأحرار هي فشل بعض المسؤولين الجهويين في إدارة شؤونهم بشكل فعال، وهو ما انعكس بشكل سلبي على صورة الحزب في مناطق معينة. على سبيل المثال، فشل بعض المسؤولين في الوفاء بالوعود الانتخابية للمواطنين في العديد من المناطق، ما أدى إلى تراجع شعبية الحزب في صفوف الناخبين الذين كانوا يراهنون على تحقيق وعد التغيير والتنمية. مثل هذا الفشل في الأداء قد يؤدي إلى فقدان الحزب لقاعدة انتخابية واسعة، ويثير تساؤلات حول قدرة الحزب على الحفاظ على قوته في المستقبل.

وإذا كانت قيادة الحزب تحاول معالجة هذه القضايا عبر عقد اجتماعات مع المسؤولين الجهويين، فإن تفاعل بعض هؤلاء المسؤولين مع الجهود المركزية يبقى غير كافٍ، ما يهدد الحزب بتركه مكشوفاً أمام الناخبين الذين قد يتجهون إلى خيارات سياسية أخرى.

يبدو أن هذه التوترات الداخلية قد تؤدي إلى ظاهرة سياسية أخرى وهي “التصويت العقابي”، الذي قد يقود الناخبين إلى اتخاذ قرارات سلبية ضد الحزب في الانتخابات القادمة. تصاعد الاستياء الشعبي من أداء الحكومة و رئيسها عزيز اخنوش الذي فشل في عدة قطاعات و لم يتمكن من وقف لهيب الاسعار و غير ذلك من الملفات الاجتماعية و الاقتصادية ، هذه المخاوف تزداد عندما يتم الحديث عن “التركيبات البرلمانية”، التي بدأ الحديث عنها داخل أروقة الحزب. العديد من القيادات الحزبية تعمل على استمالة بعض الوجوه السياسية الجديدة عبر تقديم وعود بالحصول على مقاعد برلمانية، ما يعزز من حالة الارتباك الداخلي. إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المحتمل أن ينشأ انقسام داخلي كبير، حيث يرى بعض الأعضاء أن مثل هذه الممارسات تهدد مصداقية الحزب وقد تؤدي إلى تراجع شعبيته.

إن التحركات المبكرة لتقديم وعود بمنح مقاعد برلمانية للعديد من الوجوه السياسية قد تخلق حالة من الغضب داخل الحزب، حيث يتساءل العديد من الأعضاء عن سبب التركيز على “التركيبات البرلمانية” بدلاً من إصلاح المشاكل الداخلية الحقيقية، مثل الفشل في تسيير شؤون الجهات ومشاكل القيادة المحلية.

وفي مواجهة هذه التحديات، حاولت القيادة المركزية لحزب الأحرار برئاسة عزيز أخنوش التدخل بشكل عاجل لاحتواء الصراعات الداخلية. ففي خطوة لتهدئة الأوضاع، نظم أخنوش إفطاراً جمع عدداً من القيادات الحزبية في محاولة لرأب الصدع، ولكن يبدو أن هذه الخطوة لم تكن كافية لمعالجة الجذور العميقة للمشاكل التي يعاني منها الحزب. يبقى السؤال: هل سيستطيع الحزب تجاوز هذه التحديات قبل انتخابات 2026؟

وإذا استمر التوتر الداخلي في التصاعد، فسيكون من الصعب على الحزب الاحتفاظ بتماسكه ووحدته في المستقبل، مما قد يؤدي إلى تراجع في نتائجه الانتخابية. مع تزايد الحديث عن “التصويت العقابي”، تصبح المهمة أكبر على قيادة الحزب في إعادة بناء الثقة بين أعضائه وضمان تحقيق النجاح في الاستحقاقات المقبلة.

لا شك أن حزب التجمع الوطني للأحرار يمر بلحظة مفصلية قد تحدد مستقبله السياسي في السنوات القادمة. التحديات الجهوية، الفشل في إدارة الشؤون المحلية، والحديث عن “التركيبات البرلمانية” كلها عوامل قد تؤدي إلى تراجع شعبية الحزب بشكل ملحوظ. إذا لم يتمكن أخنوش وفريقه القيادي من معالجة هذه القضايا العميقة، فقد يجد الحزب نفسه في مأزق كبير قبيل انتخابات 2026.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.