فورساتين … غليان مخيمات “تندوف” ينذر بتفكك الجبهة الإنفصالية
تنذر الانقسامات داخل ميليشيا البوليساريو الانفصالية بانهيار وشيك للكيان الوهمي، في ظل تفاقم الخلافات والصراعات الداخلية.
وحسب منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، فإن “جبهة البوليساريو تواجه انحدارا خطيرا على جميع المستويات، انعكس بشكل مباشر على مقدراتها المالية وتسبب في انهيارها وقرب نفاذ مدخراتها بسبب سوء الانفاق والفساد المالي وتضاعف المصاريف لإطفاء المشاكل المتصاعدة بمختلف المجالات داخليا وخارجيا”.
وأوضح “فورساتين”، أن “كل هذه العوامل تسببت في ضغط مباشر على ميليشياتها التي تضاعف عملها في المدة الأخيرة بسبب كثرة الاحتجاجات والانفلاتات الأمنية ، ولكن أيضا هذه الأزمة انعكست على ما يسمى بـ”جهاز الشرطة” التابع لها، حيث لم يتلق عناصره رواتبهم منذ ستة أشهر، ويعيش أفرادها وأهاليهم وضعا متأزما دفع العشرات منهم إلى الاحتجاج داخل مقرات أجهزتهم، بما في ذلك ما يسمى “الوزارة الأولى” في مخيم بوجدور، مطالبين بمستحقاتهم المالية، لينضم جهاز الشرطة الى جوقة الاحتجاجات المتنامية بمخيمات تندوف”.
وسجل المصدر ذاته، أن “لاحتجاج لم يقتصر على عناصر الشرطة فحسب، بل انضم إليهم أهاليهم الذين رفعوا شعارات تندد بالظلم والاستغلال، مؤكدين أن أبناءهم وآباءهم العاملين بشرطة البوليساريو ليسوا “عبيدا في سوق النخاسة” ولا يمكن معاملتهم كقطعان تستعمل لقمع السكان ثم يرمى بهم إلى الفقر والتهميش، في وقت تستغل قيادة البوليساريو موارد المخيمات لتمويل مصالحها الشخصية، بينما تترك من يسمون “رجال الأمن” في مواجهة الجوع والإذلال”.
وشدد المنتدى، على أن “الحراك الاحتجاجي يأتي في ظل انفلات أمني غير مسبوق داخل مخيمات تندوف، حيث تزايدت معدلات الجريمة والاختطاف والاتجار بالبشر، وسط عجز ميليشيات البوليساريو عن ضبط الوضع، لكنه بلغ مستويات خطيرة بانضمام من كان يعول عليهم في قمع الاحتجاجات وتأمين عصابة البوليساريو ومقراتها داخل المخيمات وبعدما كانوا أدوات قمع في يد القيادة، بات عناصر الشرطة أنفسهم يعانون من نفس الاستعباد الذي فرضوه على المدنيين، ما جعلهم في حالة غضب وهيجان يهدد بانفجار الوضع الداخلي ويتوقع أن يعصف ببنية التنظيم الانفصالي، خاصة مع تصاعد التذمر داخل أجهزته الأمنية،وحيازة الكثير من عناصرها للأسلحة التي يمكن استعمالها للتمرد أو الاستيلاء على مؤسسات البوليساريو”.