احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
في مشهد مأساوي هزّ جماعة أملن بإقليم تزنيت، اندلع مساء الجمعة حريق مهول اجتاح واحة أكلز، مخلفًا دمارًا واسعًا في الغطاء النباتي الطبيعي والمزروعات المحلية، وسط حالة استنفار كبيرة في صفوف السكان والسلطات.
الحريق، الذي وُصف بالعنيف، تمدّد بسرعة ملحوظة بفعل الرياح القوية وجفاف النباتات، ما أدى إلى احتراق مساحات واسعة من الأشجار المثمرة والنباتات التقليدية التي تشكل مصدر دخل رئيسي للأهالي، فضلاً عن كونها مكونًا بيئيًا أساسياً في النظام الإيكولوجي الهش للمنطقة.
فرق الإطفاء والوقاية المدنية تدخلت لاحتواء ألسنة اللهب، وسط صعوبات ميدانية ناجمة عن تضاريس المنطقة ومحدودية التجهيزات، في حين تواصل الجهود صباح السبت لإخماد الجيوب المتبقية من الحريق ومنع امتداده إلى مناطق مجاورة.
وفي ذات السياق، فتحت السلطات المختصة تحقيقاً لتحديد أسباب اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية تفيد بإمكانية تورط عامل بشري أو تأثيرات مناخية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الرطوبة، دون استبعاد فرضيات أخرى.
السكان المحليون عبّروا عن قلقهم إزاء تكرار الحرائق بالمنطقة، مطالبين بإجراءات وقائية أكثر فعالية، تشمل تأهيل الواحات، وتنقية المسالك الزراعية، وتعزيز تدخلات الحماية المدنية، في وقت أصبح فيه التغير المناخي يشكل تهديدًا متزايدًا على التوازن البيئي والأنشطة الفلاحية.
الحادث يعيد إلى الواجهة إشكالية تدبير المخاطر البيئية في المناطق القروية، ويدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الواحات المغربية التي تواجه تحديات متداخلة بين الإهمال والتغير المناخي.