افتتاح مركز صحي “القاضي عياض” بمراكش: عودة الأمل لساكنة حي الداوديات
عاد صباح اليوم الاثنين 22 شتنبر 2025، مركز صحي “القاضي عياض” بحي الداوديات بمدينة مراكش، ليستأنف دوره الحيوي بعد سنوات من الإغلاق نتيجة أشغال الإصلاح والتأهيل الشامل. هذا الافتتاح لم يكن مجرد حدث بروتوكولي، بل يمثل نقطة تحول حقيقية في حياة الساكنة المحلية، التي عانت طويلاً من ندرة الخدمات الصحية القريبة واضطرت لتحمل مشقات التنقل نحو مراكز بعيدة.
وجاءت عودة المركز بعد متابعة دقيقة من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مصطفى كريرات، الذي أجرى الأسبوع الماضي زيارة ميدانية لتفقد آخر اللمسات التقنية والتنظيمية، والتأكد من جاهزية المرفق لاستقبال المرضى في ظروف صحية مناسبة.
ويعكس هذا الافتتاح جهود المجتمع المدني أيضًا، حيث لعبت مبادرات الساكنة والمنتدى المغربي لحقوق الإنسان دورًا بارزًا في المطالبة الدائمة بعودة المركز. كانت الأصوات المنددة بغياب الرعاية الصحية القريبة، والمتابعة المتواصلة للحقوقيين، عوامل ضغط أدت في النهاية إلى تحقيق هذا الإنجاز، الذي يترجم الحق الدستوري في الصحة والحماية الاجتماعية إلى واقع ملموس.
المركز الجديد لا يمثل مجرد مكان لتلقي العلاج، بل أصبح رمزًا للأمل والاستقرار في حي الداوديات. من الآن فصاعدًا، سيتمكن المرضى من الحصول على خدمات صحية أساسية بجودة واحترافية، بعيدًا عن عناء السفر الطويل أو اللجوء إلى حلول بديلة محدودة. كما أن إعادة افتتاحه تعزز الثقة في منظومة الصحة العمومية وتؤكد التزام السلطات بالاستجابة لاحتياجات المواطنين في المناطق الحضرية المهمشة.
إن قصة مركز “القاضي عياض” ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل حكاية صمود مجتمع وطموح ساكنة لم تنكسر أمام الإهمال، وحكاية تعاون بين المواطن والمؤسسة لإعادة الحياة إلى مكان حيوي يحمي صحة الأجيال.
مع هذا الافتتاح، يمكن القول إن حي الداوديات دخل مرحلة جديدة من الرعاية الصحية، حيث أصبح للمواطنين متنفس قريب وموثوق، يعكس قيمة الجهد المشترك بين السلطات، المجتمع المدني، والمجتمع المحلي.