إهانة الصحافة بمراكش… عندما يتحول رجل الأمن من حامٍ للقانون إلى مصدر تجاوز

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في مشهد صادم شهدته مدينة مراكش صباح اليوم الخميس 25 شتنبر 2025، تعرض مصور صحفي مهني لإهانة علنية من طرف رجل أمن حديث التعيين بالمنطقة الأمنية  الخامسة تابع لشرطة المرور، في وقت كان فيه يقوم بواجبه المهني في تغطية حادث عرضي يتعلق بسائحة تعرضت لعضة قرد بساحة جامع الفنا.

الصحفي، الذي انتقل إلى مكان الواقعة فور توصله بالخبر، وجد نفسه وسط حشد من المواطنين يوثقون اللحظة بعيون الفضول، قبل أن يفاجأ بمسؤول أمني  يثور في وجهه بلا مبرر.

ورغم أن المصور قدم بطاقته المهنية ورخصته المسلمة من المركز السينمائي المغربي، إلا أن رجل الأمن واجهه بعبارات جارحة من قبيل: “حيد عليا من هنا، انت غير مصور فوتوغرافي”، مصحوبة بعبارات مهينة أمام أعين الحاضرين.

المؤسف في الحادث أن رجل الأمن، الذي من المفترض أن يكون قدوة في احترام القانون وضمان حرية العمل المهني، اختار أسلوب الإهانة والتقليل من شأن الصحافة، عوض تسهيل مهمة الصحفي الذي كان يقوم بدوره الطبيعي في نقل الخبر.

فهل تحولت الصحافة، التي ينص الدستور المغربي على حمايتها وضمان استقلاليتها، إلى مهنة تمارس تحت التهديد والتجريح؟

إن مثل هذه السلوكيات الفردية غير المسؤولة، وإن كانت لا تمثل جهاز الأمن الوطني ككل، إلا أنها تسيء لصورته وتطرح تساؤلات حقيقية: من يردع الشرطي الذي يتجاوز حدوده؟ ومن يحمي الصحفي المهني الذي يشتغل وفق القوانين والضوابط؟

المديرية العامة للأمن الوطني مطالبة اليوم بفتح تحقيق في الواقعة، ليس فقط لإنصاف الصحفي، بل أيضاً لتصحيح هذه الصورة السلبية، وإعادة الاعتبار لدور رجل الأمن كحامٍ للحقوق والحريات، لا كطرف في انتهاكها.

فالصحافة ليست جريمة، والصحفي ليس مجرماً، بل هو شريك في خدمة الصالح العام، ونقل الحقيقة للمجتمع. وأي محاولة لتكميم عدسة الصحفي أو إذلاله أمام الملأ، هي إساءة للمهنة وللقانون معاً.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.