المنصوري تُقر بغضب “جيل الاحتجاج” …”الشباب كافرون بالمؤسسات والمطالب مشروعة”
في تفاعل صريح وغير مسبوق مع احتجاجات الشباب الأخيرة في المغرب، أقرت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة ووزيرة الإسكان والتعمير، بأن الشباب الذين نزلوا إلى الشارع اليوم هم “غاضبون” و”كافرون بالمؤسسات”.
جاء ذلك في كلمة ألقتها المنصوري خلال لقاء مع شبيبة حزبها أمس الثلاثاء، حيث اعتبرت أن خروج الشباب للاحتجاج هو “دليل على نضج ديمقراطي” في المغرب، لكنها شددت على ضرورة أن يتم هذا التعبير في “إطار منظم”، داعية الشباب إلى التعبير عن مطالبهم “من داخل المؤسسات”.
اعتراف بالفشل ومعاناة المغاربة
أقرت الوزيرة بشكل واضح بـمشروعية المطالب التي يرفعها المحتجون، والتي تتركز بشكل رئيسي حول قطاعي التعليم والصحة. وأكدت المنصوري أن “المغاربة يعانون اليوم مع المستشفيات وواقع الصحة مر”.
وفي إشارة إلى أداء الحكومة الحالية، قالت المنصوري بصراحة: “ماكانقولوش نجحنا، لو نجحنا لما سمعنا اليوم هذه الأصوات في الشارع وفي المواقع الاجتماعية، ولما ظل هذا الغضب، مانجحناش”. لكنها استدركت مؤكدة أن “المغرب نجح في بعض المحطات”، مشيرة إلى أن مغرب اليوم ليس كمغرب الثمانينيات والتسعينيات، ومن ينكر ذلك فـ”لديه سوء نية”.
مشكلة الصحة تحتاج وقتاً و”لن نخاف من أبنائنا”
أكدت عمدة مراكش سابقاً أنها تتلقى يومياً شكاوى ومطالب مرتبطة بالصحة، مشيرة إلى أن الحكومة ليست هي “السبب الجذري للمشاكل” في هذا القطاع، وأن مشكلة خصاص الموارد البشرية (30 ألف طبيب) لا يمكن حلها سريعاً بل “تحتاج للوقت”، رغم إقرارها بتحسن وضع المستشفيات العمومية مقارنة بالماضي.
وفي رسالة موجهة إلى المحتجين، قالت المنصوري بلهجة حاسمة: “هؤلاء أبناؤنا خرجو ليحتجو، ونحن لا نخاف من أبنائنا”.
وتابعت موضحة: “للأسف لم نكن نريدهم أن يخرقوا القانون بل أن يحتجوا في إطار منظم باش إذا أردنا الحوار نتحاورو معهم، لكن مغايخلعوناش”.
وشددت المنصوري على أنه لا يمكن الاختلاف مع مطالب الشباب في الصحة والتعليم، خاصة وهم يؤكدون التشبت بالوطن والملكية، لكن العبرة تكمن في التعبير داخل المؤسسات.
واختتمت حديثها بالدعوة إلى عدم تسويق فكرة فساد الأحزاب بالكامل، مذكرة بأن المغاربة نالوا الديمقراطية بـ”الاعتقالات والقتل والعصا”، وعلى من يرفض الأحزاب أن يأتي بـ”البديل”.