احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
تعهّدت السلطات الإقليمية في تارودانت بإعادة بناء “سوق الجنان” التاريخي وتنظيمه من جديد وفق معايير حديثة، وذلك بعد الحريق الهائل الذي أتى على جزء كبير منه نهاية الأسبوع.
ويهدف هذا التعهد إلى ضمان شروط السلامة والنظافة والانتظام، وتحسين ظروف عمل التجار وراحة الزبائن على حدٍ سواء.
جاء هذا الإعلان خلال زيارة ميدانية قادها عامل الإقليم، مبروك تابث، إلى موقع الكارثة، حيث رافقه عدد من المسؤولين الإقليميين والأمنيين.
واطّلع الوفد عن كثب على حجم الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها الحريق، الذي التهم أكثر من 700 محل تجاري مخصص لبيع الأثواب والعطور والمجوهرات التقليدية والملابس، مخلِّفاً حالة من الحزن والأسى بين التجار وسكان المدينة العتيقة.
التزام رسمي بالحفاظ على الطابع المعماري
أكّد عامل الإقليم أن السلطات المحلية ستعمل، بالتنسيق مع مختلف المتدخلين، على إعادة تأهيل السوق في أقرب الآجال الممكنة. وشدد على الحرص على الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل للمدينة العتيقة في تارودانت، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هويتها التاريخية والتراثية.
وأوضح تابث أن “الهدف هو بناء سوق منظم وآمن يعيد الحياة إلى هذه المعلمة التجارية التي تُشكّل قلب النشاط الاقتصادي للمدينة”.
من جهة أخرى، باشرت المصالح التقنية المختصة عمليات تقييم الأضرار وحصر الخسائر منذ الساعات الأولى التي تَلَت إخماد الحريق.
وفي موازاة ذلك، تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق، التي يُعتقد مبدئياً أنها نجمت عن تماس كهربائي في أحد المحلات.
مطالب التجار بدعم عاجل وإشادة بالوقاية المدنية
عبّر عدد من التجار المتضررين عن أسفهم العميق للدمار الشامل الذي لحق بمحلاتهم ومصدر رزقهم، مُوجهين مطالبات عاجلة بـتعويضات ودعم حكومي يمكّنهم من استئناف نشاطهم التجاري في انتظار اكتمال عملية إعادة بناء السوق. كما أشادوا بالتدخل السريع والفعّال لرجال الوقاية المدنية التي تمكّنت من السيطرة على الحريق وإخماده رغم صعوبة الوصول إلى الأزقة الضيقة والتشابك العمراني داخل السوق العتيق.
يُذكر أن “سوق الجنان” يُعدّ من أقدم وأهم الأسواق في مدينة تارودانت، ويستقطب يومياً مئات الزوار بفضل ما يزخر به من منتجات تقليدية وأجواء تراثية أصيلة تعكس عمق الحرف المحلية وتنوعها.
.