“غوتيرتش” يوثّق ‘أخطر حادث’ هدد “المينورسو” بالصحراء
يستعد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتقديم تقريره السنوي حول مستجدات قضية الصحراء المغربية نهاية شهر أكتوبر الجاري، وهو تقرير يتجاوز الإطار السياسي التقليدي ليرصد وقائع ميدانية خطيرة، أبرزها حادث استهدف سلامة بعثة المينورسو.
ويُعتبر الحادث الموثّق في الفقرة رقم 17 من الوثيقة، “الأخطر” منذ خرق ميليشيات جبهة البوليساريو لاتفاق وقف اطلاق النار سنة 2020.
ووفقاً للتقرير، وقعت أربعة انفجارات صاروخية بتاريخ 27 يونيو الماضي بالقرب من موقع تابع للبعثة في منطقة السمارة، حيث سقط أحد هذه الصواريخ على مسافة لا تتجاوز 200 متر من أفراد البعثة الأممية.
ورغم عدم تسجيل إصابات بشرية، شدّد التقرير على أن هذا الحادث يمثل أقرب استهداف لمنشأة أممية منذ تجدد التوتر.
وأوضح التقرير أن الصواريخ، التي كانت من عيار 122 ملم، أُطلقت من المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني المغربي، وهي المنطقة التي تنشط فيها جبهة البوليساريو الانفصالية.
وفي أعقاب هذا التطور الخطير، أرسل كل من الممثل الخاص للأمين العام وقائد القوات الأممية رسائل قلق بالغة إلى قيادة البوليساريو، مطالبين بوقف فوري لجميع الأعمال العدائية.
وجاء رد الجبهة عبر “منسقها مع البعثة” بتأكيد ضمان سلامة المراقبين الأمميين، دون تقديم توضيح حول مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم.
في المقابل، وصفت مراسلة صادرة عن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش المغربي الواقعة بأنها “عمل إرهابي وإجرامي” نفذته ميليشيات البوليساريو، مؤكداً أن هذا الاستهداف يهدد بشكل مباشر مهام المينورسو واستقرار المنطقة ككل.
ويُسلط التقرير الضوء على التحديات التي تواجهها المينورسو، ومنها استمرار رفض البوليساريو السماح للبعثة بتنفيذ طلعات جوية بالمروحيات شرق الجدار الأمني منذ نوفمبر 2020، ما يُعيق قدرتها على المراقبة الميدانية.
كما أشار إلى رفض الجبهة السماح للبعثة الأممية بالتحقيق في غارات الطائرات المسيّرة المغربية شرق الجدار، إحداها أدت إلى مقتل أكثر من عشرين شخصاً يُعتقد أنهم من مقاتلي الجبهة.
وعلى الصعيد السياسي، أبرزت الوثيقة الأممية تنامي التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، واصفة إياها بالحل “العملي والواقعي”. وأشار التقرير تحديداً إلى الموقف البريطاني الأخير الذي أعلن دعمه الصريح للمقترح، ضمن توجه دولي متزايد نحو اعتبار المبادرة المغربية الإطار الأنسب لإنهاء الأزمة بشكل نهائي ومستدام.