مغني الراب”بوز فلو” يغادر أسوار السجن بحكم موقوف التنفيذ ومصادرة “سلاح” إنتاجه
أسدلت المحكمة الابتدائية بمدينة صفرو، مساء أمس الخميس، الستار على فصول محاكمة مغني الراب جواد أسرادي، الشهير بلقب “بوز فلو” (Pause Flow)، بإدانته بثلاثة أشهر حبساً موقوف التنفيذ وغرامة مالية نافذة قدرها 2000 درهم، مع قرار إضافي يقضي بمصادرة حاسوبه الشخصي المستعمل في تسجيل وإنتاج أعماله الموسيقية، لينهي هذا الحكم فترة من الترقب التي أعقبت توقيفه في 20 نوفمبر الماضي على خلفية مضامين فنية اعتبرها القضاء متجاوزة للخطوط الحمراء.
وتعود تفاصيل المتابعة القضائية إلى كلمات تضمنتها بعض أغاني “بوز فلو”، رأت فيها النيابة العامة والمحكمة “إهانة لهيئات منظمة وموظفين عموميين”، حيث وُجهت للفنان تهم تتعلق بالسب والقذف والتهجم على مؤسسات الدولة أثناء مزاولة مهامها، وهي الأفعال التي تقع تحت طائلة الفصول 263 و 265 من القانون الجنائي المغربي، اللذين يعاقبان على إهانة الموظفين العموميين واستعمال عبارات تمس بشرف الهيئات الرسمية.
وكان “أسرادي” قد خاض تجربة الاعتقال الاحتياطي منذ أواخر الشهر الماضي، بعد أن تعذر إطلاق سراحه مؤقتاً جراء رفضه أداء كفالة مالية ضخمة حددت قيمتها المحكمة سابقاً في 100 ألف درهم، مفضلاً البقاء خلف القضبان حتى كلمة الفصل الأخيرة.
ويأتي هذا الحكم ليفتح مجدداً باب النقاش العمومي حول “شعرية الاحتجاج” في موسيقى الراب المغربية، ومدى ملامستها للتهم الجاهزة المتعلقة بالقذف، في ظل انقسام حاد بين جبهة حقوقية تنادي بحماية “الفن النقدي” وأخرى قانونية تشدد على أن “حرية الإبداع لا تعني الحصانة من المساءلة”.