قبالة أن تسبر عبارات الفصح عن مسار العطاء في ممارسة هموم الترصين لفعل إعلامي منير، وصحافي مهاب الكتابة، ورزين الصياغة، وأناة المتروي في اختيار زوايا المعالجة، في لحظة عرفان جميل خص بها إحتفاء نادي المصور الصحافي بجهة مراكش- آسفي، وهو يحتفل بعودة المملكة المغربية إلى كرسيها بالإتحاد الأفريقي، أستاذ اللغة والأدب العربيين بالثانوية التأهيلية للتعليم الأصيل بمراكش، المؤثر في مشهد المزاولة الإعلامية والصحافية بالجهة، الحاج مولاي أحمد إدريسي، إعتبر الأخير في تصريح مركز لجريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، بأن اعتلاء حرم التحرير الصحافي، وصفاء انكتاب هذا التحرير خطابا يشد رمة العملية إلى مقاصد المراهنة على تسويغه فعلا مندمجا، مرتبطا بمحيطه، عامل ليس فقط على استباحة المادة الخبرية التي لم تعد تمايز ضمن عملية النشر بين استيهامات السلب للمحتوى الخبري جاذبية الإلتقاء بالموضوعية، التي تضيع مثوية تحت توجه تيار الإثارة الذي يثوي بدوره اختلالات كبرى في التعامل التقني مع الجملة الصحافية، وبين غناء فائدة وإشراق المحتوى الخبري، بمعطياته والمعلومة التي يقدمها، وإضاءة هذا المحتوى ضمن تيار التنوير، الذي بدونه لا يمكن أن يستقيم لصحافة القرب منال أو هدف أو محتوى، وهو السؤال “التنوير” الذي ظل حاضرا في كتابات رفاهة الطهطاوي، إلى الأفغاني، إلى رموز الفكر العقلاني المعاصر، خصوصا لدى المفكر العربي/ المغربي محمد عابد الجابري في مؤلفه الذي يستوقف اللحظات التي مر بها تيار التنوير في فكر النهضة العربية “إشكالية العقلانية في الفكر العربي المعاصر”، وإنما على استقراء التدبير للمادة الصحافية التي تطرح اختيارات وتحمل من ثراء المعالجة للحدث الإعلامي، ما يمارس طغيان المقاربات النصية للمادة الصحافية بالإرتكاز على مكونات ومبادئ وأسس تيارات مدرسية ينضبط في عملية تصييغها للمشروع الفكري “التنوير” وفق قانون وفي نطاق رؤية ومساق، تندرج وتدرج في إطار العملية الإعلامية التي تعد الصحافة قسما موعوبا ومغروزا في سياقها.
هذا، ويبين الأستاذ الحاج مولاي أحمد إدريسي، مطلب ممارسة الصحافة التي اندك دور قيادتها للتنمية الإدراكية بمؤسسات المعرفة، وعناصر التشكيل للتحرير الصحافي الذي يعيش على أزمة قلم مشروخ رصاص سنه، ولا يعمل ما بقي لزقا منه إلا على تحبير البياض، دون أن يحمل إشراقا أو غنى أو فائدة، ودون أن يحتفظ أو يزيد ويجتهد في بلورة الخطاب الصحافي أو يرقى على الأقل بهموم القضايا التي تستأثر وتشغل رأي الشارع بالجهة، والتبرم عن هذه الإنشغالات التي هي أجذر ما يستدعي ويجبر الصحافي على تحصين المعرفة من منطلق أن المقال الصحافي هو بناء من حقول معرفية متعددة، غياب تعميق الإتصال بها والتواصل من خلالها يبقي على وضع الجهالة من الغاية من الممارسة للإعلام والصحافة.