عبد الرزاق أبوطاوس
ضمن مواجهة استراتيجية التمويت للحقوق الشرعية في إقامة “دولة فلسطين”، كما تمثلها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “صفقة القرن” التي كبت وفشلت في تحقيق الإجماع الدولي حول رؤيتها لقضية السلام في الصراع الفسلطيني الإسرائيلي، وتجد وتواجه بممانعة من لدن روسيا الإتحادية والإتحاد الأوروبي، والموقف الرافض للخطة من جانب المملكتين الأردنية والمغربية، حيث في إطار هذا الموقف الرسمي للمملكة المغربية من الخطة، داومت الهيئات والفعاليات الوطنية المعضدة لكفاح الشعب الفلسطيني على التحضير للمسيرة الوطنية التي نادت بتجمعها الأحد 23 يونيه من السنة الجارية 2019 بالعاصمة الرباط، الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، الشبكة الديمقراطية للتضامن مع الشعوب، المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وتأكيدات انضمام مختلف تيارات الفكر والسياسة الوطنييٍن للمسيرة التي تجري في إطار شعار (مسيرة الشعب المغربي من أجل فلسطين..ضد “صفقة القرن” ومؤتمر البحرين).
المسيرة الوطنية لنفس يوم الأحد، والتي يأتي تفعيلها أياما قليلة عن اجتماع “ورشة البحرين” بالعاصمة المنامة بين 25 و 26 من نفس شهر يونيه نفس السنة 2019، كما سبق وأعلن عنه قبل شهر في مايو نفس السنة، بيان مشترك بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، بوصف “ورشة البحرين” جزءا من خطة “صفقة القرن”، وتُكرس للعمل الإقتصادي الذي تطرحه الخطة في سياق شعار (السلام من أجل الإزدهار)، كشف في شأنها [المسيرة]عضو المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، “عزيز هناوي”، بحسب ما أورده موقع (تيل كيل)، انضمام الهيئات الإسلامية واليسارية الداعية إلى المسيرة إلى اجتماع مركزي عقد أول أمس الخميس 20 نفس الشهر بمقر حزب الإستقلال استعدادا لإنجاح المسيرة، وحيث تقرر خلال نفس الإجتماع المركزي، توزيع ما بين الجمعة والسبت زهاء 100 ألف نسخة من نداء يدعو للمشاركة في المسيرة، بمدن الرباط، سلا، تمارة ، القنيطرة، تبعا لنفس مصدر المعلومة (تيل كيل) الذي أضاف عن عضو المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، “عزيز هناوي”، أن نفس الإجتماع المركزي ترتب عنه تشكيل لجنة مركزية للسهر على تنظيم المسيرة، تفرعت عنها لجينات التنسيق الميداني، واللوجيستيك والشعارات، وفي ما اعتبر معارضة السلطة الفلسطينية لخطة “صفقة القرن”، وامتناعها عن حضور “ورشة البحرين”، افتضاحا لخيانة الأنظمة العربية، منتهيا إلى القول “إذا كانوا يعتبرون فلسطين بضاعة تباع وتشترى فإن صاحب البضاعة يرفض حضور الصفقة”، يدرج المصدر (تيل كيل) عن عضو المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، “عزيز هناوي”.
ارتباطا بنفس السياق، ثبت منسق مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين، خالد السفياني، الموقف الرافض للمملكة المغربية للخطة، وامتناع المملكة عن المشاركة في “ورشة البحرين”، خلاف ما أثير من تسريبات قال بأنها صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، متكئا في نفي ذلك، على موقفين رسميين، تأكيد ، كاتبة الدولة في الخارجية، مونية بوستة، حول تشبث المغرب بالقدس وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وتصريح وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الذي قال بعدم العلم بتفاصيل الصفقة، استنادا إلى المعلومات التي أوردها نفس المصدر (تيل كيل)، من الندوة الصحافية التي عقدها منسق مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين، خالد السفياني، نفس الخميس 20 يونيه من نفس السنة 2019.
جدير بالإشارة إلى ذلك، بأن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، “نبيل أبو ردينة”، علق في وقت سابق من نفس نهار يوم أمس الخميس، على اجتماع “ورشة البحرين” المرتقب، بأن (ورشة البحرين خطأ استراتيجي، لأن ما يعد لها من خطوات تحت عناوين مضللة، ستؤدي إلى تطبيع مجاني قبل تنفيذ مبادرة السلام العربية القائمة على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة كخطوة أولى)، هذا، في ما تنعت روسيا الإتحادية الولايات المتحدة الأمريكية، بالتفرد في طرح التسوية بالشرق الأوسط، بينما يتمسك الإتحاد الأوروبي بحل الدولتين، الذي استبعدته رؤية الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للسلام بمنطقة الشرق الأوسط، وأسقطته من اعتبار التسوية للإحتلال الإسرائيلي لفلسطين.