اعتبرت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أن قائد الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح “الرجل القوي الحقيقي” في هذه المرحلة الانتقالية التي تشهدها الجزائر، يُواصل اللعب على الحبلين تجاه الشعب الجزائري، باتباعه سياسة غامضة أغرقت البلد في أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
وقالت الصحيفة إنه بعد ستة أشهر من بداية الاحتجاجات الشعبية، تمكن الشارع الجزائري من إسقاط رأس النظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتأجيل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية؛ لكن المطالب بعملية ديمقراطية شفافة وحكم رشيد، تبقى بعيدة المنال، وإن الرئيس الانتقالي الحالي عبد القادر بن صالح يبدو متفائلا بالخروج من الأزمة.
وتتابع الصحيفة أن بن صالح المريض والمنهك، ما هو إلا موظف تحت إمرة قائد الجيش والرجل القوي في الدولة الجنرال أحمد قايد صالح، موضحة أن هذا الأخير الذي يواصل السعي إلى إعادة تدوير النظام القديم؛ يقوم بتصعيد لهجته في مواجهة الشارع ويحاول دعم شخصيات توافقية مقبولة من قبل الجيش.
وفِي هذا الإطار، يتم بشكل منتظم طرح اسم علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق وزعيم حزب “طلائع الحريات”، وأيضا اسم عز الدين ميهوبي، الأمين العام بالنيابة لحزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، فهذان الأخيران يشيدان بالحوار الوطني الذي شرعت فيه السلطة، مع دعمها في نفس الوقت لتطلعات الشّارع.
وحذرت “لوبينيون” من مغبة التداعيات الاقتصادية لهذا الوضع السياسي المتأزم في الجزائر؛ والذي أدى إلى انخفاض احتياطات العملة الأجنبية واستمرار تراجع قيمة الدينار، وأيضا تراجع القوة الشرائية للمواطن، بالإضافة إلى تأجيل رؤساء الشركات دفع ضرائبهم.