استجابةً لـ”جمعة الخلاص” التي دعا إليها المقاول المصري محمد علي الذي فجر هذه الاحتجاجات عبر فيديوهات يبثها من ملجئه في اسبانيا انطلقت اليوم الجمعة 27 شتنبر مظاهرات في عدد من المحافظات المصرية للمطالبة برحيل السيسي.
وتحدثت تقارير إعلامية أنه بعد انتهاء صلاة الجمعة انطلقت تظاهرات في كل من محافظة قنا، والوراق، والأقصر، وهي مناطق تمثل العمق المصري أو ما يسمى بـ”الصعيد”، حيث أن الفئات التي خرجت في المظاهرات هي الفئات الأكثر فقراً وعوزاً، والتي لم تعتد على التظاهر في السابق.
وأكدت ذات التقارير أن نظام السيسي قد شدد الإجراءات الأمنية التي دشنها قبل أسبوع من اليوم الجمعة عندما أطلق حملة اعتقالات عشوائية للحد من حماس الشارع في الاحتجاج ضده.
وقد عمد منذ الساعات الأولى من صباح اليوم إلى نصب الحواجز الأمنية في مداخل الشوارع الكبرى في القاهرة والإسكندرية، وعدد من المدن الأخرى، كما أن الأمن المصري كثف تواجده بالأزقة والشوارع المحيطة والمؤدية إلى ميدان التحرير الذي يملك رمزية كبيرة بالنسبة للمصريين وكان مسرحاً لاحتجاجات يناير 2011.
من جهتها ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن السلطات المصرية أوقفت “قرابة 2000 شخص” بعد تظاهرات الأسبوع الماضي، وذلك قبل ساعات على احتجاجات جديدة متوقعة اليوم.
وقالت المنظمة أيضا إن السلطات حجبت “مواقع انترنت سياسية وإعلامية، كما عطلت خدمات انترنت أخرى يستخدمها المتظاهرون للتواصل”. وصرحت ساره لي ويتسون مديرة الشرق الأوسط لدى المنظمة الحقوقية، أن “التوقيفات الجماعية التي قامت بها الحكومة والقيود على الانترنت تهدف على ما يبدو إلى ردع المصريين عن التظاهر”.
وأضافت المنظمة نقلاً عن محامين إن بين الموقوفين 68 امرأة وعددا غير محدد من الأطفال. لكن أحدهم ذكر أن العديد من الموقوفين وبينهم أطفال تم الإفراج عنهم.
وتابعت أن الحكومة تحتجز مئات الأشخاص في مراكز اعتقال سرية للاستخبارات وفي معسكرات لقوات الأمن أو الشرطة “غير قانونية” ولا يستطيع المحامون دخولها. والمحتجزون متهمون “بالانضمام إلى تنظيم إرهابي” و”التظاهر بلا ترخيص” و”نشر أنباء كاذبة”، كما ذكر محامون. وأضافت المنظمة أنه “على السلطات المصرية أن تحمي حق التظاهر السلمي”، مطالبة بالإفراج عن الموقوفين.
وفي سياق أخر تعامل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بطريقة مثيرة مع الدعوات للاحتجاج ضده، مقللاً من تأثيرها، حيث استقبله مجموعة من مؤيديه في مطار القاهرة لحظة عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بشكل غير متوقع بمصافحة بعضهم وإعطاء تصريح لوسائل الإعلام الرسمية، يشكر فيه من حضروا لاستقباله، وكذلك يقلل من هذه الدعوات كما دعا الإعلام لأن يتصدى لمن وصفهم بـ”الإرهابيين”.
ويرى متتبعون أن الاحتجاجات التي تشهدها مصر ضد حكم السيسي في تزايد مثير وأنها مثل كرة الثلج التي تكبر مع كل دعوى جديدة للتظاهر ومع تواصل “تغول” القبضة الأمنية والاعتقالات والمحاكمات.