عينت الحكومة الإسبانية أول امرأة في منصب مديرة للاستخبارات في هذا البلد الأوروبي. وكباقي الدول الديمقراطية تحرص إسبانيا على عدم بقاء أي مدير أكثر من ولايتين لتفادي بناء لوبيات قد تؤثر على حماية الأمن القومي للبلاد.
وصادقت حكومة مدريد الجمعة على تعيين باث إستيبان لوبيث في منصب مديرة الاستخبارات الإسبانية وهي التي كانت تشغل هذا المنصب منذ منتصف الصيف الماضي بشكل مؤقت بعد الاستقالة غير القانونية للجنرال فليكس سانس.
وعكس المدراء الثلاث السابقين الذين أتوا من مجالات غير الاستخبارات، تنتمي المديرة الجديدة إلى عالم الاستخبارات الذي التحقت به منذ الثمانينيات.
ومنذ بداية العقد الماضي، تولى إدارة الاستخبارات الدبلوماسي الذي كان سفيرا في المغرب خورخي ديسكيار ما بين 2000-2004، ثم المهندس ألبرتو سانس كورتيس 2004-2009 وهو الذي كان بعيدا عن الاستخبارات والدبلوماسية بل متخصصا في الصناعة، ثم الجنرال فليكس رولدان ما بين 2009-2019 وهو القادم من القوات العسكرية، أخيرا باث إستيبان لوبيث بشكل مؤقت خلال يوليو الماضي وبشكل رسمي ابتداء من 31 يناير الماضي.
وانضمت المديرة الجديدة البالغة من العمر 62 إلى الاستخبارات عام 1983 بعدما تخرجت من جامعة مدريد وتخصصت في التجسس الخارجي وعملت في مركز الاستخبارات في العاصمة مدريد خلال العقدين الأخيرين حتى تعيينها نائبة المدير، وابتداء من أمس الجمعة مديرة للاستخبارات.
وتعتبر إسبانيا ثاني دولة أوروبية تعين امرأة على رأس جهاز الاستخبارات بعد بريطانيا التي عينت ستيلا ريمنغتون مديرة للاستخبارات الداخلية إم 5 ما بين 1992-1996.
ومنذ إنشاء الاستخبارات في شكلها الجديد في إسبانيا عام 2002، تعمل الحكومة على استشارة الأحزاب في التعيين والأخذ بآرائهم، ثم عدم تجاوز المدير مدة عشر سنوات، وذلك تفاديا لقيام المسؤول ببناء لوبيات وشبكات قد تؤثر على الأمن القومي.
وتتولى الاستخبارات الإسبانية حماية الأمن القومي للبلاد، وتعمل على ملفات متعددة منها الإرهاب والهجرة ومراقبة تطورات شمال إفريقيا وخاصة المغرب علاوة على الانخراط في المفهوم الجديد للاستخبارات وهو التجسس الاقتصادي، سواء سرقة المعلومات أو حماية الصناعة وعالم الأعمال في إسبانيا.