تعرف منطقة غرداية جنوب الجزائر تصعيدا جديدا بعدما تجددت المواجهات الطائفية بين مجموعات من الشباب من الميزابيين (أمازيغ إباضيين) وآخرين من الشعانبة (عرب سنة)، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بعد صلاة التراويح، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة وتخريب وحرق العديد من المحلات والمساكن ومركبات وواحات نخيل وتجهيزات ومرافق عمومية
وحسب ما أكدته وكالة الانباء الرسمية، فقد عرفت الأحداث مقتل شخصين تأثرًا بجروحهما إثر الاشتباكات التي شهدتها مدينة بريان الواقعة على بعد 45 كلم شمال عاصمة الولاية، كما سجل إصابة العشرات بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي طالت الممتلكات.
من جهة أخر نقلت الوكالة الرسمية مقتل شخص آخر في مدينة القرارة ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 22 سنة أصيب بجروح بليغة بعد تعرّضه لمقذوف، ليتم نقله إلى مستشفى مدينة القرارة في حالة « حرجة »، وقد تدخلت قوات الأمن من أجل تهدئة الاوضاع وتفريق الشباب باستعمال القنابل المسيلة للدموع .
واوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني، حسب ما أورده موقع CNN بالعربية، أنه إثر الأحداث التي شهدتها منطقة الڤرارة بغرداية فجر اليوم 07 يوليو 2015 والتي أدت إلى وفاة شاب يبلغ من العمر 17 سنة وإصابة شابين آخرين بجروح، تنقل اليوم قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد.
وقد عقد القائد على الفور، تضيف ذات المصادر، اجتماعًا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية. كما اجتمع قائد الناحية العسكرية الرابعة حسب البيان بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية.
من جانبه قال الأمين الفدرالي الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية في غرداية مصباح حمو، في تصريح أورده ذات الموقع، إن الوضع في غرداية متوتر منذ ما يقارب العامين، و اليوم المنطقة تعيش حالة احتقان شديد، وأنه إذا لم تتدخل السلطات و تتحمل مسؤوليتها كاملة وفي أقرب الآجال سوف تتجه الأمور إلى الأسوء.
وواصل حمو مصباح كلامه بالقول : »منذ أسبوع كانت هناك مناوشات وحرق للسيارات وحافلات بعض الخواص من قبل بعض « المحرضين »، لأجل إثارة الفتنة في المنطقة وإعادة إشعالها ، وهي -كما قال- رد فعل لزيارة وزير الداخلية الخميس المنصرم و عقده اجتماع مع بعض الأعيان، فيما استثنى آخرين، و اتهم هؤلاء المستثنين بأنهم وراء إشعال الأزمة من جديد التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص.
وقال ذات الموقع، استنادا إلى مصدر محلي، إنه بعد ظهيرة الثلاثاء، تواصلت المواجهات بين الأطراف المتصارعة في غرداية على فترات متقطعة، إلا أنه تخوف من عودة الصدامات بشكل عنيف ليلا، كاشفا على أن سكان غرداية بعثوا نداء استغاثة لرئيس الجمهورية و الوزير الأول ونائب وزير الدفاع قائد اركان الجيش ووزير الداخلية للتدخل وإطفاء نار الفتنة التي تحدث المنطقة.
ويرى بعض المتتبعين للشأن الداخلي، أن تجدد هذه المواجهات في كل مرة بمنطقة غرداية راجع إلى أسباب أخرى بعيدة عن النزعة الطائفية كما يراد تسويقه في الساحة لكن ما يجري في الواقع كما يقول بعض المراقبين هو انعكاس لصراعات أخرى داخل الاطراف المتنفذة في دواليب الحكم، في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر في المدة الاخيرة، جدلا كبيرا بين أحزاب السلطة والمعارضة الراغبة في تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة .