تمكنت عناصر الضابطة القضائية التابعة لأمن ابن سليمان، أخيرا، من وضع يدها على صيد ثمين، وذلك باعتقال ثلاثة أشخاص ينتمون إلى شبكة وطنية متخصصة في كراء السيارات بمجموعة من المدن المغربية، وإعادة بيعها ببعض المدن المغربية والموريتانية والجزائرية.
أفاد مصدر أمني ل»الصباح»، إن سقوط أفراد هذه الشبكة، التي مازال البحث جاريا لمعرفة جميع أعضائها، جاء نتيجة افتضاح أمرهم بعض نزاع بين المتهمين بمقهى بشارع الحسن الثاني بابن سليمان، ليتم إلقاء القبض عليهما واقتيادهما إلى مقر المنطقة الإقليمية للأمن، وتبين بعد البحث مع المتهمين أن الأول شاب عازب يتحدر من مدينة آسفي يبلغ من العمر 34 سنة وجد بحوزته رخصة سياقة وهوية مزيفة بالإضافة إلى حقيبة يدوية تحوي على مجموعة من البطائق الالكترونية باسمه وباسم شركة في ملكيته كما عثر بالحقيبة ذاتها على السجل التجاري للشركة وشهادة التصريح بالضريبة (الباتنتا) كما اظهر التنقيط الآلي الخاص به انه موضوع 12 مذكرة بحث وطنية من اجل خيانة الأمانة والنصب بالاحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد، أما المتهم الثاني مطلق يبلغ من العمر 45 سنة يتحدر من الصخيرات وجد بحوزته بطاقة تعريف وطنية باسم مزيف تحمل صورته تبين بعد تنقيطه هو الآخر تبين أن له أزيد من إحدى عشرة سابقة قضائية وأنه موضوع ثلاث مذكرات بحث وطنية من اجل إصدار شيكات بدون رصيد.
وأضافت مصادر «الصباح» أن المتهم الأول أقر للعناصر الضابطة القضائية أنه عضو شبكة متخصصة في النصب على وكالات تأجير السيارات باستعمال وثائق مزيفة كلها باسمه الشخصي، وأضاف المتهم في تصريحاته أنه قام بمعية أفراد الشبكة بسرقة أزيد من 20 سيارة من مدن الكارة برشيد اكادير تطوان وجدة فاس، موضحا أن شريكه المتهم الثاني هو من استغل سذاجته ومهنته بائع خضار بحي الألفة بالدار البيضا، كما صرح أن المتهم الثاني كان يربط الاتصال مع أفراد الشبكة الذين ذكرهم بالاسم والمدن التي ينتمون إليها، معترفا أن الشبكة كانت ترسل معه دائما شخصا بملابس أنيقة ويعرف السياقة جيدا من أجل الهروب بالسيارة إلى مدينة فاس من أجل نزع جهاز تحديد المواقع في الوقت الذي يتم مده بمبلغ مالي يتراوح بين ألف وألفي درهم، مضيفا أنه لا يتوفر على رخصة سياقة ولم يسبق له أن قام بسياقة أي سيارة.
فيما صرح المتهم الثاني بعد البحث معه أنه تعرف شريكه بأكادير بعد أن نصبا على تاجر فواكه وألصق كل التهم بشريكه، مضيفا أنه لديه خليلة تعرف جميع أفراد الشبكة وأنها سبق أن شاركت معهم في ستة عمليات. وزادت المصادر ذاتها أن عناصر الضابطة القضائية تمكنت من إحضار الخليلة من مدينة مراكش، إذ أنكرت جميع التهم المنسوبة إليها أثناء الاستماع إليها موضحة أن المتهم الأول وعدها بالزواج وقام بخطبتها بحيث أدلت بوثائق خاصة بالخطوبة. ومن أجل استكمال البحث انتقلت العناصر الأمنية إلى مدينة فاس حيث تمكنت بتنسيق مع الأمن هناك من استرجاع سيارة من نوع «كونغو» تم بيعها لأستاذ بعد أن تم إنجاز أوراق جديدة لها كما تمكنت الفرقة ذاتها من استرجاع سيارة «هيونداي i10».
وفور استكمال إجراءات البحث والتحريات، وانقضاء فترة الحراسة النظرية، أحالت الضابطة القضائية، صباح أمس (الاثنين) المتهمين على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في إطار مسطرة تلبسية، من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة السيارات، وتعدد السرقات الموصوفة النصب بالاحتيال إصدار شيكات بدون رصيد التزوير واستعماله، إضافة إلى جنحة الفساد، في حق الخليلة. يشار إلى أن أفراد العصابة كانوا يعملون على بيع السيارات المسروقة بواسطة أوراق ثبوتية مزورة، أو قيادتها إلى خارج الحدود بالمدن الجزائرية أو الموريتانية