بعيدا عن لغة التهديدات الفارغة التي صار يلوح بها عسكر تبون في وجه المغرب، كشفت معطيات متسربة من داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، عن تحركات يقوم بها ضباط في الجيش من جيل الشباب في مواجهة دهاقنة هذه المؤسسة التي عمروا فيها طويلا وعاثوا فيها الفساد.
وبحسب المصادر فان عناصر عسكرية جزائرية ممن تلقوا تدريبات بأوربا خاصة فرنسا وألمانيا، سيفاجئون العالم بتحرك ينهي عهد الجنرالات الشيوخ ممن يعيشون في زمن الحرب الباردة.
وتشير المصادر الى كون الحراك الشعبي داخل الجزائر وصل صداه داخل المؤسسة العسكرية التي باتت على أهبة التحرك لإنهاء حكم العصابة.
وكان مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط ، قد نشر تقريرا على موقعه الإلكتروني، كشف فيه أن قيادة القوات المسلحة الجزائرية ستفقد مصداقيتها كحكم موثوق به في إدارة الأزمات السياسية بين الشارع والنخب المدنية الحاكمة بسبب تعامل هذه المؤسسة مع الحراك وتعجيلها بإجراء انتخابات رئاسية.
وأبرز أن المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي وصفها بأنها دولة داخل الدولة، عادت إلى السياسة كخصم سياسي وحكم وكصانعة قرار، لكن هذه المرة من دون رئاسة قوية منافسة لها، إذ يُتوقع أن تضغط، على المدى القريب، على الرئيس للقيام بمزيد من الإصلاحات، التي ستقتصر على الأغلب على تجديد المؤسسات التمثيلية وإجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتأجيل عودة الجماهير إلى الشارع.
وبحسب الموقع سيكون الجيش مجبرا على إيجاد بديل للرئيس عبد المجيد تبون (البالغ من العمر 75 سنة)، الذي فشل في تقديم نفسه كمصلح ذي مصداقية، كونه أحد بيروقراطيي نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ، مبرزا أن المؤسسة العسكرية قد تجد نفسها لاحقا مجبرة على تعيين شخصية أقل معارضة من داخل أو خارج نظام الحكم، وقادرة على تقديم تنازلات للمؤسسة العسكرية.
حيلة دهاقنة عسكر الجزائر ممن يقفون خلف تبون وشنقريحة التي سوقوا لها بكونهم سيقضون على الفساد، لكنهم عملوا على تحديد جيل معين من الفاسدين وإزالته لصالح صعود جيل جديد من الفاسدين يتخفى وراء شرعية الحراك الشعبي الذي شهد مطالبات من قبل المتظاهرين بالقضاء على من وصفوهم بالعصابة.