في آخر تطورات فضيحة الشبكة التي باتت معروفة إعلاميا بـ “شبكة الرمال”، المتكونة من أمنيين وسماسرة وقضاة بمحكمة عين السبع بالبيضاء ومواطنين من مهن وحرف مختلفة، شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمس الجمعة 16 فبراير الجاري في محاكمة المتهمين بتهم ثقيلة.
وكانت محاكمة المتهمين، قد انطلقت في 24 يناير الماضي وجرى تأجيلها لاستدعاء قاضي متهم تحت إشراف الوكيل العام، بالإضافة إلى إعداد دفاع المتهمين مع إجراء محاكمة حضورية ورفض طلبات السراح المؤقت.
في إلإطار ذاته، اعتبرت الهيئة القضائية في الجلسة الأولى، أن القضية جاهزة للمناقشة وتم استدعاء ثلاثة شهود، مع عرض المكالمات الهاتفية المتعلقة بالقضية عند الاقتضاء ورفض ما عدا ذلك من طلبات الدفاع.
وتعود تفاصيل القضية إلى شهر يوليوز 2022، عندما انتشر تسجيل صوتي منسوب لقضاة على تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، قبل أن تفتح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقات بناءا على تعليمات النيابة العامة، مع قضاة وموظفين وعناصر شرطة وأعوان سلطة وسماسرة.
واستنادا إلى خلاصات الأبحاث التمهيدية التي خضع لها المتهمون 29 من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، واستنطاقهم الأولي من طرف نائب الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، تابعتهم المحكمة بتهم ثقيلة للغاية تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في ارتكاب جنح وجنايات الارتشاء، والتزوير في محاضر رسمية، والإرشاء والارتشاء، والوساطة فيها لدى موظفين عموميين مقابل دفع وتلقي مبالغ مالية كبيرة، وكذا استغلال النفوذ، والخيانة الزوجية، والمشاركة والنصب.
وكانت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قررت متابعة 25 من المتهمين في حالة اعتقال، و4 آخرين في حالة سراح مؤقت.
والمتابعون في حالة اعتقال هم صاحب شاحنة ملقب بـ”العمومي”، وعاملان في قطاع البناء، وموظفتان، إحداهما بمحكمة الاستئناف وأخرى بالمحكمة الزجرية، ومسير مقهى، ونادل، وسائق سيارة أجرة، ومستشار قانوني، وصاحب شركة، ومستخدم في التلحيم، ومتقاعد في الدرك الملكي، وموظف بالمحكمة الزجرية، و3 عناصر من الشرطة، ومحام بهيئة الدار البيضاء؛ إلى جانب عدد من النساء، ضمنهن عاملة نظافة بمحكمة عين السبع.
أما المتابعون في حالة سراح، الذين يتمتعون بالامتياز القضائي، فهم كل من مفتش شرطة ممتاز، وضابط في الشرطة القضائية، وباشا ممتاز بالنواصر، ونائب لوكيل الملك بالمحكمة الزجرية عين السبع.