وأضاف الدكتور الحسن عبيابة في تصريح لوسائل الإعلام ، حول ما تعرفه فرنسا حاليا من تحولات عقب اندحار نفوذها في افريقيا وتدني شعبية الرئيس ايمانويل ماكرون، ” أن التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، لم تستطع فرنسا مواكبتها كدولة وكنخب سياسية، ومن يتابع الحوارات السياسية في فرنسا يدرك أن العديد من النخب، وليس كلهم طبعا، لازالوا يتحدثون بنظرية القوة الإفتراضية لفرنسا، وليس بنظرية الواقع، كما أن فرنسا كانت تعيش باستخدام عضويتها الدائمة في الأمم المتحدة التي تناور بها ضد بعض الدول، وبالثورات الإفريقية المستغلة ضد الشعوب الإفريقية، ويبدو أن فرنسا أساءت إلى النظام الرئاسي كنموذج ديموقراطي”.
وأوضح الوزير السابق الحسن عبيابة: أن “سياسة فرنسا قد تساهم في تفكيك الإتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بسياستها ضد الهجرة ومواقفها من العديد من القضايا، ونلاحظ داخل دول الاتحاد الأوروبي أن فرنسا أصبحت معزولة، لأن الحرب الروسية الأوكرانية بينت ضعف الاتحاد الأوروبي وضعف فرنسا بالذات، ولولا تدخل الولايات المتحدة الأميركية لدعم أوكرانيا، لكان الأمر حاليا في أوروبا عامة في حرب مفتوحة”.
واسترسل الدكتور في القول، “حاليا هناك حديث بين النخب السياسية الفرنسية والأوروبية عن الديمقراطية والتنمية الاقتصادية التي أصبحت مطلبا ملحا لسكان أوروبا أكثر من الديمقراطية في حد ذاتها، فديمقراطية فرنسا المبالغ فيها إعلاميا وسياسيا، لم تحم فرنسا من خروج أصحاب السترات الصفراء لمدة سنتين إلى الشوارع والعبث بالممتلكات العمومية، ولم توقف هجرة الشركات الفرنسية إلى الخارج، ولم تحم الفرنسيين من البطالة، وبالتالي فالتحولات الجيواقتصادية تجاوزت فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي وخارج الإتحاد الأوروبي، فأصبحت فرنسا مثلا، لم تتمكن من إيجاد حل مع النيجر، بل إن دولا افريقية فقيرة أصبحت تطرد فرنسا من أراضيها وبشكل يسيء لباريس”.
وخلص الأستاذ الجامعي الحسن عبيابة الى القول، إن “العالم تغير بشكل كبير، وتجاوز كل المفاهيم والأنظمة التي ورثناها ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهذا مؤسف بالنسبة لفرنسا، لأنها كانت في يوم من الأيام منبع عصر الأنوار، والآن سبب في كل ما هو عار .”.