جردت التهاطلات المطرية التي تساقطت بمدينة مراكش مسائي السبت والأحد ( 12 و 13) أكتوبر هذه السنة 2024 تجهيزات البنية التحتية بالمدينة من قدرة الإستيعاب للتساقطات المطرية التي علت غامرة كثيرا من الشبكة الطريقية بمناطق متفرقة من المدينة في زمن مطير لم يتجاوز 20 إلى 25 دقيقة تم خلالها إحصاء خسائر مادية في مجموعة من المركبات التي جرفتها مياه الأمطار وإحداث إتلاف ببعض الممتلكات لا سيما بمنطقتي المسيرة والمحاميد.
وفي اعتبار المراقبين للتمدد العمراني الذي تستدعيه الضرورة الإسكانية وإنشاء أحياء سكنية جديدة لامتصاص الطلب على السكنيات، بأن العامل الرئيسي في جريان وحصول الغمور لمياه التساقطات المطرية التي لا تعتبر عنيفة وإن كانت قوية نسبيا، يعود إلى [ التهالك] السريع لبنية ( الصرف الصحي) الذي لم يعتمد في مد قنواته على [ التوقع] بارتقاب الدراسات القبلية على إنجاز عمليات الصرف الصحي بالمناطق الأهلية المنشاة لمستوى تقديري يزيد عن المتوسط السنوي من التساقطات المطرية، بما يمكن من مد قنوات يفوق قطرها قطر القنوات المستعملة لجريان مياه التساقطات على المقاييس العادية ومنسوب التدفق والإنسياب والسيلان للمياه، وهو الأمر الذي في نفس الإعتقاد لم يعمل بالأخذ بها في إعداد الدراسات التي يتم التأشير على نتائجها، وأيضا على مستوى النفقات المالية الذي تتقدم به المنافسة للفوز بصفقة الإنجاز للتطهير الصحي ( عند رخصو تخلي نصو)، لا سيما وأن المناطق التي غمرتها مياه التساقطات تقع مجاورة أو تعبرها أودية.
باعتماد ذلك، تستضيح مسئولية السلطتين المنتخبة والمحلية في تكوين صناعة [ الفشل] في سياسية التدبير للملف الخدماتي المتعلق بالبنية التحتية، وخصوصا ما يتعلق منها ويرتبط( بالصرف الصحي) بالمناطق السكنية المنشأة التي يظهر تضررها الناجم عن ذات التساقطات المطرية انحسارية قبلية وبعدية للسلطة وللمتدخلين من منعشين وفاعلين اقتصاديين في بلورة مشروع خدماتي يستطيع امتصاص تقلبات الطقس الشديد [ التحول] بفعل الإحتباس الحراري الطارئ عن التغير المناخي، وأن عدم اعتبار هذه التغيرات المناخية في الدراسة وفي عروض الصفقات لا يمكن أن يجعل من أي تدخل على مستوى التجهيزات التحتية، إلا تدخلا فقيرا موسوم بالهشاشة، ومشمول بالرخاوة، ومتضمن للضعف والإفلاس، وهي المضامين التي كشفت عنها التساقطات المطرية لنهاية الإسبوع بالمدينة مراكش والتي من المرتقب أن تستمر إلى الثلاثاء من الإسبوع الجاري.
فهل سيتم اعتماد إعادة الهيكلة لشبكة الصرف الصحي بالمناطق التي أظهرت قنوات صرفها الصحي عن عجز مطلق في استعاب التساقطات المطرية من مستوى برتقالي؟.