بعد تأكد وجود وساطة خليجية تسعى لتطبيع العلاقات الإيرانية المغربية، وزيارة مبعوث إيراني رفيع المستوى للرباط نهاية أكتوبر الماضي في سرية تامة برفقة الوسطاء، وما تلى ذلك من تقارير إعلامية تؤكد على أن المحادثات قائمة من أجل التوصل لتوافقات تنهي القطيعة التي استمرت ست سنوات، كشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن الشروط التي قدمها المغرب لإيران من أجل طي صفحة الخلافات وبداية حقبة جديدة من العلاقات الثنائية.
وفي السياق، نقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية مطلعة، قوله أن المشاورات “غير المباشرة” بين إيران والمملكة المغربية تعرف تقدما ملحوظا دون مؤشرات قوية على إعادة العلاقات قريبا، مشيرة إلى أن سلطنة عمان لعبت دور الوسيط الأساسي بين البلدين طوال الفترة الماضية، وأن للمغرب وإيران رغبة متبادلة بشأن استعادة العلاقات حال التوافق على عدد من البنود.
ووفق المصدر ذاته، فإن المغرب متشبث بضرورة سحب إيران لدعمها لـ”جبهة البوليساريو”، وعدم تقديم أي دعم لها بأي شكل من الأشكال، كما أن المملكة شددت على أهمية العمق الاستراتيجي في منطقة الساحل، وعدم قبول التحركات الإيرانية هناك، بالإضافة إلى تأكيدها عبر الوسطاء” أن الأمن الديني والروحي للمغرب مسألة أمن قومي، وقضية تابعة لمؤسسة إمارة المؤمنين التي تتبع “مباشرة لجلالة الملك”.
يذكر أن دول الخليج كانت قد أكدت دعمها للمغرب، حيث عبّر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية شهر ماي من سنة 2018، عن وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية، مؤكدا أن حكومة المملكة تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها “ميليشيا حزب الله الإرهابية” التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى بجماعة “البوليساريو “بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية الشقيقة.
وقال المسؤول السعودي حينها، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إن المملكة السعودية تؤكد وقوفها إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، الذي أعلنت عنه في فاتح ماي 2018، بسبب دعم طهران لمرتزقة جبهة البوليساريو.