وفي هذا السياق، فجر إسماعيل صنابي، الشاب المغربي الذي نجا بأعجوبة من واقعة “الجيتسكي” التي راح ضحيتها اثنين من مواطنيه برصاص خفر السواحل الجزائري، بعدما تاهوا ودخلوا بالخطأ إلى المياه الاقليمية الجزائرية، (فجر) حقائق صادمة عن الجحيم الذي عاشه في دولة الكابرانات الإرهابية.
وقال صنابي في حوار مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، أنه تعرض لتعذيب جسدي ونفسي بطريقة وحشية خلال فترة احتجازه بالجزائر، وذلك بحرق لحيته باستخدام ولاعة، وغمر رأسه في الماء من طرف خفر السواحل الجزائري، في أسلوب يُستخدم لإضعاف المقاومة النفسية، فضلا عن التقييد المهين أي “مقيد كالخروف”، في صورة ترمز للإذلال المتعمد.
وأضاف صنابي أنه خضع لاستجواب مهين مع أسئلة تبين الحالة المرضية للنظام الجزائري والقوات القمعية التابعة له، ضاربا المثال ب:”هل أنت يهودي؟ هل زرت اسرائيل؟ لماذا تنطق بالشهادتين هل انت مسلم؟”.
والأفظع من ذلك، يتابع صنابي، أنهم قاموا بعرض صورة صديقه المتوفي أمامه وجسده فيه آثار وابل من الرصاص الذي أرداه قتيلا، لتعذيبه نفسيا وزيادة شعوره بالعجز.
وكشف صنابي أن ظروف احتجازه غير إنسانية، لم تقتصر على التعذيب النفسي والجسدي فقط، بل امتدت إلى ظروف الاحتجاز غير الصحية وغير الإنسانية، حيث النوم على بطانيات رطبة، مرتديا ملابس غير كافية ممثلة في سروال قصير “شورت سباحة” وسترة نجاة فقط، ما تسبب في فقدانه 30 كيلوغراما من وزنه بسبب ظروف الاحتجاز السيئة وسوء التغذية.
ولم تتوقف معانا إسماعيل صنابي عند هذا الحد، بل وتجاوزته إلى تهديدات بأن يتم التعرض لعائلة زوجته الجزائريةفي حال روى قصته بعد عودته إلى فرنسا، ما زاد من حجم المأساة وجعل الكابوس الذي عاشه أكثر قسوة.
ورغم كل ما عاشه من جحيم، أكد صنابي أنه خضع لمحاكمة غير عادلة بتهم ملفقة مثل “الدخول غير القانوني” و”تهريب مركبة”، ليصدر في حقه حكم بالسجن الذي امتد لاحقا إلى عام كامل مع غرامة مالية باهظة قدرها 100,000 يورو، اضطر للاقتراض لدفعها وحتى يسمح له بالعودة لفرنسا.
مأساة إسماعيل صنابي وتعرضه لسلسلة من الإهانات والانتهاكات التي يصعب وصفها، من خلال احتجازه في ظروف غير إنسانية تعرض خلالها للتعذيب النفسي والجسدي، هي شهادة على الظلم والمعاناة وشاهدة على الكراهية التي يكنها النظام الجزائري للمغرب والمغاربة بشكل عام.