تشهد الجزائر موجة غليان شعبي متزايد مع انتشار حملة “مرنيش راضي”، التي أطلقها نشطاء للاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية المتدهورة التي تثقل كاهل فئات واسعة من المواطنين.
تقارير إعلامية تشير إلى ظهور حملة موازية تطالب بإسقاط النظام الحاكم، والتي سرعان ما تصدرت قائمة النقاشات العامة، خاصة في المدن الكبرى، وسط تفاعل لافت يعكس حجم الغضب الشعبي.
هذه التطورات تعزز الشعور بأن النظام بات على مشارف الانهيار بعد أن دفع الشعب نحو واقع من الفقر والبطالة والتهميش.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، لجأت السلطات إلى تصعيد القمع، مع اعتماد الجيش وقوات الأمن أساليب اعتقال وترهيب واسعة. تقارير متطابقة تفيد باعتقال أكثر من 300 شخص، وسط مداهمات ليلية شملت عدة منازل، كما تم منع إقامة صلاة الجمعة في بعض المناطق، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين المواطنين والسلطات.
استخدام قوات خاصة “ملثمة” خلال عمليات القمع أعاد إلى الأذهان ذكريات “العشرية السوداء” التي عاشتها البلاد في التسعينيات، حيث خلفت آلاف الضحايا من قتلى ومعتقلين في مواجهة النظام العسكري بعد رفضه نتائج الانتخابات.
الغضب الشعبي الحالي يبدو مختلفًا من حيث القوة والاتساع، ما يجعل الحركات الاحتجاجية ترى فيه فرصة لإحداث تغيير جذري، على الرغم من محاولة النظام إحكام قبضته الأمنية.