“تبون و محاولة تقسيم العرب: الجزائر تتخلى عن فلسطين وتفاقم الانقسامات الإقليمية

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

كانت الجزائر تقدم نفسها الداعمين للقضية الفلسطينية، ومع ذلك، فإن قرار تبون الأخير بالانسحاب من المشاركة في القمة العربية يعكس تحولاً لافتًا في موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية وتجاه التضامن العربي بشكل عام.

الجزائر: من الداعم للقضية الفلسطينية إلى مفاقم للانقسامات

من خلال تصريحه الذي جاء عبر وكالة الأنباء الجزائرية، اتهم تبون القائمين على التحضير للقمة العربية بـ “اختلالات ونقائص” تمثلت في عملية احتكار المفاوضات من قبل مجموعة ضيقة من الدول، مع استبعاد دول أخرى مثل الجزائر. هذا الموقف يعكس انزعاج الجزائر من عدم التنسيق المناسب معها في الملفات الهامة التي تتعلق بالقضايا العربية المشتركة. ولكن، إذا نظرنا عن كثب إلى المشهد الإقليمي، نجد أن الجزائر تتحمل مسؤولية كبيرة في تعميق هذه الانقسامات العربية، خاصة عندما نرى كيف أنها اختارت التراجع عن المشاركة الفعالة في تحركات جامعة الدول العربية في الآونة الأخيرة.

فبدلاً من أن تكون الجزائر جسرًا للتقارب بين الدول العربية، نجد أنها في العديد من المواقف تقف على هامش الأحداث الكبرى، وتختار الانعزال السياسي و البحث عن المناوشات و التضليل. في الوقت الذي كان من المتوقع أن يكون دور الجزائر في هذا الاجتماع محوريًا لتعزيز التعاون العربي، يبدو أن الجزائر قد اختارت أن تبقى على هامش اللعبة السياسية الإقليمية، مما يساهم في غياب التنسيق المشترك بين الدول العربية في مواجهة التحديات الكبرى.

السياسة الجزائرية: دعم الانفصال بدلاً من التضامن

علاوة على ذلك، فإن السياسة الجزائرية في السنوات الأخيرة، والتي دعمت بعض الحركات الانفصالية في المنطقة، قد أسهمت في تعزيز النزاعات الداخلية بين الدول العربية. من دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها إلى تصريحات جزائرية مشجعة لبعض الحركات الانفصالية في مناطق عربية أخرى، تبدو الجزائر وكأنها تدفع نحو خلق المزيد من الانقسامات بدلًا من المساهمة في تقوية روابط التضامن العربي. هذه السياسات تأتي في وقت حساس، حيث أن العالم العربي بأمس الحاجة إلى تعزيز وحدته لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

إحدى أبرز هذه الانقسامات تتمثل في العلاقة بين الجزائر والمغرب، التي أصبحت أكثر توترًا بسبب النزاع حول الصحراء المغربية، وهو نزاع لعبت الجزائر دورًا كبيرًا في تأجيجه عبر دعم جبهة البوليساريو. هذا الموقف لم يكن له سوى نتائج سلبية على العلاقات بين البلدين، وكان له انعكاساته على الوضع العربي ككل.

لقاء مكة وموقف الجزائر

في هذا السياق، يبرز اللقاء الذي عُقد في مكة المكرمة كمثال آخر على غياب التنسيق العربي الفعلي. حيث تم عقد الاجتماع بين وزراء خارجية دول الخليج، مصر، المغرب، سوريا، والأردن لمناقشة القضايا الإقليمية، وخاصة الوضع في غزة. ورغم أن الجزائر تعتبر واحدة من الدول التي تحاول حشر أنفها فيما يجري في المنطقة، كانت غائبة عن هذا الاجتماع، مما يبرز الصورة القاتمة للعلاقات بين الجزائر وبعض الدول العربية الكبرى.

هذا الغياب عن المحافل العربية الكبرى يترافق مع تصعيد المواقف داخل الجزائر بشأن قضية فلسطين، مما يعكس عزلة متزايدة للجزائر على الساحة الإقليمية. بينما كان من المتوقع أن تكون الجزائر جزءًا من التحركات العربية من أجل القضية الفلسطينية، اختارت قيادة الجزائر سياسة الانسحاب، وهو ما يثير تساؤلات حول المسؤولية الجزائرية في تعميق الخلافات العربية بدلاً من تعزيز التعاون المشترك.

تبون: مسؤولية القيادة

عندما ينظر المرء إلى المواقف السياسية المتتالية للجزائر تحت قيادة عبد المجيد تبون، يجد أن هذه السياسة تساهم في خلق هوة بين الدول العربية، وتُظهر تبون كزعيم يسعى إلى تعزيز المواقف التي تقوض الوحدة العربية بدلًا من أن يكون جسرًا للتقارب. قرارات مثل خفض تمثيل الجزائر في القمة العربية إلى مستوى وزير الخارجية قد تكون بمثابة انعكاس لفشل دبلوماسي ذي تداعيات عميقة على مكانة الجزائر في العالم العربي.

تبون يتحمل مسؤولية مباشرة في تعميق هذا الانقسام، حيث اختار أن يتحفظ على سياسة الدبلوماسية العربية المشتركة، مما يضعف من قدرة الدول العربية على اتخاذ مواقف موحدة حيال قضايا استراتيجية. وفي الوقت الذي يتطلع فيه العرب إلى المزيد من التضامن لمواجهة الأزمات المشتركة، يبدو أن الجزائر قد اختارت طريقًا يعزز الفجوات أكثر من أن يقرب الأطراف بعضها.

إن قرار الجزائر بعدم المشاركة في القمة العربية الطارئة في مصر لا يُعتبر مجرد مسألة احتجاج دبلوماسي، بل هو جزء من سياق أوسع يُظهر كيف أن الجزائر، تحت قيادة تبون، تساهم في تعميق الانقسامات الإقليمية. هذه السياسات ليس لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية، بل تساهم في تفاقم الخلافات بين الدول العربية وتضعف التضامن العربي الذي تحتاجه المنطقة في هذه الأوقات الصعبة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.