سلا تحتفي بالذكرى الـ 69 للأمن الوطني … مشاهد حصرية من قلب الاحتفالات
الملاحظ جورنال / سلا
في أجواء احتفالية وتقديرية، أحيت أسرة الأمن الوطني بالمنطقة الإقليمية بسلا الذكرى التاسعة والستين لتأسيس هذا الجهاز الوطني الحيوي. وقد شهد الحفل، الذي حضره عدد من الشخصيات الرسمية والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني، استعراضًا للوحدات الأمنية المختلفة التي تعمل بتفانٍ لضمان أمن وسلامة سكان هذه المدينة المليونية.
تأتي هذه الذكرى، التي تحل في السادس عشر من مايو من كل عام، لتجدد التأكيد على الالتزام الثابت لرجال ونساء الأمن الوطني بأداء واجبهم المقدس في حماية الوطن والمواطنين، وتعزيز الإحساس بالأمن الذي يعتبر الركيزة الأساسية للتنمية والاستقرار.
وقفة مع المنجزات وتطلعات المستقبل
شكل الاحتفال محطة هامة للوقوف على آخر المستجدات والإنجازات التي حققتها المديرية العامة للأمن الوطني على صعيد التحديث والعصرنة، والذي يهدف إلى الرفع من كفاءة الأداء ومواكبة التحديات الأمنية المتجددة. كما كان فرصة لاستعراض الجانب الخدماتي في العمل الأمني، والتأكيد على مفاهيم حديثة كالحكامة الأمنية الرشيدة وشرطة القرب، التي تضع المواطن في صلب اهتماماتها.
والي الأمن بسلا يشيد بالجهود والتضحيات
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد يوسف بلحاج، والي الأمن رئيس الأمن الإقليمي لسلا، أن تخليد هذه الذكرى هو احتفاء بنساء ورجال الأمن الوطني الذين قدموا تضحيات جليلة منذ فجر الاستقلال من أجل أن ينعم الوطن بالأمن والسلام. كما عبر عن تجند أسرة الأمن الوطني الدائم وعزمها المتواصل على خدمة البلاد بكل إخلاص وتفانٍ ونكران للذات.
وأشار السيد الوالي إلى أن جهاز الأمن الوطني، منذ تأسيسه، حرص على مواكبة مختلف التحديات الأمنية من خلال الاعتماد على العمل الاستباقي ومضاعفة الجهود الميدانية ورفع درجة اليقظة. وقد تجسد ذلك في تطوير البنيات الشرطية وعصرنة طرق العمل وتوفير الدعم التقني واللوجستي للوحدات الميدانية، مع الاستثمار الأمثل في العنصر البشري.
تطوير مستمر وتعزيز للقدرات
استعرض السيد بلحاج التحولات الكبيرة التي شهدتها المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة، والتي همت بالأساس تدعيم الموارد البشرية بالعنصر النسوي الذي أبان عن كفاءة عالية، وتطوير مناهج التكوين لتعزيز دور الشرطة التقنية والعلمية في مكافحة الجريمة.
كما أكد على حرص المديرية العامة للأمن الوطني على تنويع أشكال ومستويات التواصل الأمني واعتماد مقاربات تشاركية مع مختلف الفاعلين، تجسيدًا لفلسفة العمل الجديدة التي ترتكز على الإنتاج المشترك للأمن وخدمة المواطن كهدف أساسي.
مكافحة الجريمة في صلب الأولويات
أشار والي الأمن إلى أن المؤسسة تواصل تنفيذ الاستراتيجية الأمنية المرحلية (2022-2026)، التي تركز على تقوية بنيات مكافحة الجريمة وتطوير مختبرات الشرطة العلمية والتقنية وتعزيز استخدام آليات الاستعلام الجنائي والدعم التقني، بالإضافة إلى ترسيخ البعد الحقوقي وتعزيز التنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وفي إطار مكافحة الجريمة المعلوماتية والتهديد الإرهابي السيبراني، تم تطوير المنصة الرقمية التفاعلية “إبلاغ”، التي تهدف إلى إشراك المواطنين في الوقاية والتبليغ عن هذه التهديدات.
نتائج ملموسة وجهود مضاعفة
على صعيد الأرقام، أوضح السيد بلحاج أن العمليات الأمنية التي باشرتها المصالح الأمنية بسلا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أسفرت عن إيقاف 36.496 شخصًا، بزيادة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تم حجز كميات هامة من المخدرات والمؤثرات العقلية والأسلحة البيضاء.
وفي ختام كلمته، توجه والي الأمن بجزيل الشكر والتقدير لجميع موظفي الأمن الإقليمي بسلا على جهودهم وتضحياتهم، داعيًا إياهم إلى مواصلة العمل بنفس الوتيرة لتعزيز الأمن والأمان وصون الحقوق والممتلكات.
لقد تمكنت مؤسسة الأمن الوطني، بفضل جهودها المتواصلة وتحديثها المستمر، من أن تحظى باحترام وتقدير المغاربة والشركاء الدوليين، مؤكدة دورها الأساسي في حماية الوطن والمواطنين ومواجهة مختلف التحديات الأمنية بكفاءة واقتدار.