محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا تنتهي بعد ساعتين وسط خلافات إقليمية واتفاق على تبادل الأسرى

انتهت اليوم الجمعة في إسطنبول أول محادثات مباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد نحو ساعتين من انطلاقها.

وقد جرت المباحثات بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين.

ووفقًا لمسؤول أوكراني تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، قدم الجانب الروسي خلال الاجتماع مطالبًا وصفها بـ”غير المقبولة”، تضمنت تخلي كييف عن مزيد من الأراضي الأوكرانية.

وأوضح المسؤول أن المطالب الروسية تجاوزت ما تم بحثه سابقًا، وشملت انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق واسعة تسيطر عليها حاليًا، كشرط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. واعتبر المصدر الأوكراني هذه المطالب “غير مقبولة” وتهدف إلى عرقلة مسار المفاوضات.

في المقابل، أعلن الجانب الروسي على لسان رئيس وفده المفاوض، فلاديمير ميدينسكي، عن “ارتياحه” لنتائج الجولة الأولى من المحادثات المباشرة، مبديًا استعداد موسكو “لمواصلة الاتصالات”.

اتفاق على تبادل كبير للأسرى

أبرز ما أسفرت عنه المحادثات هو إعلان ميدينسكي عن اتفاق الطرفين على تبادل 1000 أسير حرب من كل جانب. وتعد هذه العملية الأكبر من نوعها لتبادل الأسرى منذ بداية النزاع في عام 2022.
كما أشار ميدينسكي إلى اتفاق موسكو وكييف على تبادل مقترحات مفصلة بشأن وقف إطلاق النار. وأضاف أن الجانب الأوكراني طلب عقد اجتماع على مستوى رئيسي الدولتين، وأن روسيا ستأخذ هذا الطلب في الاعتبار.

مساعٍ تركية وأمريكية

سبق هذه المحادثات الثنائية لقاء ثلاثي جمع مسؤولين من أوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا في إسطنبول. وشارك في هذا الاجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأميركي ماركو روبيو ومسؤولون آخرون من البلدين.

ووصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الاجتماع الثلاثي بأنه “جيد”، مؤكدًا على ضرورة إظهار روسيا لجدية حقيقية في التوصل إلى سلام، ومشددًا على الحاجة إلى “قرارات روسية ملموسة”، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، عُقد اجتماع جانبي بين مسؤولين أميركيين وروس على هامش المباحثات الأوكرانية.

توقعات حذرة

على الرغم من هذه التحركات الدبلوماسية، كانت التصريحات الصادرة عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين قبل وبعد الاجتماع تشير إلى توقعات متواضعة بشأن تحقيق اختراقات كبيرة في هذه المرحلة. فقد استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحقيق أي تقدم جوهري، معتبرًا أن روسيا لا تتعامل بجدية مع المفاوضات.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على أن التوقعات من هذا اللقاء “ستكون متواضعة”، خاصة في ظل مستوى التمثيل الروسي والتبادل الإعلامي الحاد بين الطرفين قبل الاجتماع.