احتلال الملك العمومي بمراكش: أنقذوا “وردة النخيل” من عشوائية الرخص المؤقتة
مراكش، عاصمة الجمال والتاريخ، لم تسلم من زحف عشوائية التراخيص المؤقتة التي حوّلت الملك العمومي إلى فضاءات محتلة باسم “الاستثناء الاجتماعي”. أرصفة تضيق بالمارة، ساحات تتحول إلى متاجر، وفضاءات كانت متنفسًا للساكنة باتت تعج بالعربات والعشوائيات.
في البداية، كانت النية حسنة. ترخيص مؤقت هنا، استجابة لحالة اجتماعية هناك، وتسهيلٌ مؤقت لظروف قاسية فرضها الواقع. لكن غاب التخطيط، وغابت المعايير، وتحولت الاستثناءات إلى قاعدة، والعشوائية إلى نظام.
اليوم، تجد السلطة المحلية نفسها في مواجهة مباشرة مع فوضى ساهمت في خلقها، أو على الأقل، سكتت عنها. فلا هي قادرة على فرض النظام دون كلفة اجتماعية، ولا هي مستعدة للاعتراف بأن سياسة “التسامح المرحلي” أنتجت واقعًا يصعب تفكيكه.
الملك العمومي ليس مجرد فضاء، بل مرآة لحضارة المدينة واحترامها لنفسها ولمواطنيها. فهل تستفيق الجهات المعنية قبل أن يُطمس وجه “وردة النخيل” تحت ركام من العشوائية؟ أم سيبقى الشعار هو: “فكّها يا من وحلتها.