“فريد شوراق” يحسم في منع ذبح الأضاحي تنزيلا للتعليمات الملكية وسط سياق وطني إستثنائي

في سياق الظرفية الوطنية الاستثنائية التي تمر بها المملكة، والتي تتسم بتحديات اقتصادية واجتماعية متشابكة، علمت “الملاحظ جورنال” من مصادر مطلعة أن والي جهة مراكش-آسفي، السيد فريد شوراق، عقد صباح اليوم الأربعاء اجتماعاً تنسيقياً مع الباشوات العاملين بتراب مدينة مراكش. وقد خُصِّص هذا اللقاء لتفعيل وتنزيل التعليمات الملكية السامية القاضية بعدم ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى المبارك لهذه السنة.

ويأتي هذا القرار السيادي الاستثنائي في إطار نهج استباقي يهدف إلى الحفاظ على التوازنات المجتمعية، وضمان استمرارية الخدمات العمومية في ظروف دقيقة تتسم بارتفاع تكاليف المعيشة، وتزايد الضغوط الاجتماعية، في ظل سياقات إقليمية ودولية معقدة.

تنفيذاً لهذا التوجيه، بادرت وزارة الداخلية إلى تعميم تعليمات صارمة على مجموع الولاة والعمال والسلطات المحلية، بما في ذلك عمالة إقليم الحوز، تحث على التطبيق الصارم لمضامين القرار، وذلك عبر حزمة من الإجراءات التنظيمية الميدانية. وتشمل هذه التدابير، من بين ما تشمل، إغلاق المسالخ الجماعية خلال يوم العيد، ومنع فتح الكراجات ونقاط البيع الموسمية داخل الأحياء الحضرية والأسواق القروية، فضلاً عن تقييد كافة الأنشطة المرتبطة بطقوس العيد، بما في ذلك بيع الأعلاف في الفضاءات العامة، وحرق رؤوس الأضاحي، وكل ما من شأنه أن يُخل بالأمن الصحي أو يفاقم الأعباء المعيشية للمواطنين.

ويعكس هذا التوجه الرسمي إرادة الدولة في تدبير المرحلة الراهنة بمنطق تشاركي وقائم على الوقاية والتوعية، حيث تعمل السلطات الإقليمية، بشراكة مع الفاعلين المعنيين، على ضمان احترام القرار وتفعيله في الميدان، وذلك من خلال التواصل المباشر مع الساكنة وتوضيح أبعاده ومراميه الوطنية.

إن هذه الإجراءات تعكس وعياً مؤسساتياً عميقاً بالمصلحة العامة، ورغبة صادقة في صيانة السلم الاجتماعي وتجنب أي مظاهر قد تخل بتوازن المنظومة المجتمعية، خصوصاً في مرحلة تتطلب تضافر الجهود وتغليب المصلحة الجماعية على النزعات الفردية.