مراكش: حملة “إزيكي” المكثفة لتحرير الملك العمومي تسفر عن حجز عشرات العربات ورزم الملابس وتثير تساؤلات حول تعميمها
صعّدت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية إيزيكي، التابعة لمقاطعة المنارة بمراكش، من جهودها الرامية إلى استعادة النظام والمساحات العامة، حيث شنت صباح اليوم الأربعاء 29 ماي، حملة مكثفة لتحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي للباعة المتجولين بجنابات سوق القرب ازيكي.
الحملة التي أشرفت عليها قائدة الملحقة الإدارية شخصياً ، شارك فيها أعوان السلطة المحلية، والقوات المساعدة، ووحدات التدخل السريع التابعة لولاية مراكش، بالإضافة إلى أعوان الإنعاش الوطني.
وحسب مصادر محلية، تميزت الحملة بحجمها ونطاقها الواسع، استعملت فيها السلطات آليات ثقيلة تابعة للمجلس الجماعي، بما في ذلك جرافة وثلاث شاحنات كبيرة، لتنفيذ العملية بفعالية.
الحملة أسفرت عن حجز ما يقارب 50 عربة متنوعة كانت تستخدم لعرض وبيع السلع، بالإضافة إلى أكثر من 20 رزمة من الملابس المستعملة “البال” وكميات من الخضر والفواكه.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي السلطات إلى القضاء على المظاهر العشوائية التي تشوه جمالية المدينة وتعيق حركة السير والمرور.
وقد خلفت الحملة، التي تجاوبت مع مطالب العديد من سكان المنطقة بضرورة وضع حد لتفشي ظاهرة احتلال الملك العمومي، ردود فعل متباينة. فبينما عبر البعض عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي يرونها ضرورية لاستعادة النظام، أبدى آخرون قلقهم بشأن مصير الباعة المتجولين وأسرهم، الذين يعتمدون على هذه الأنشطة كمصدر رئيسي للدخل، خاصة في ظل غياب بدائل اقتصادية واضحة.
ومع استمرار هذه العملية النوعية في الملحقة الإدارية إيزيكي، يثار التساؤل بقوة حول إمكانية توسيع نطاق هذه الحملات ليشمل باقي المقاطعات التابعة لمقاطعة المنارة ، والتي تعاني بدورها من تغول في استغلال العمومي في غياب تام للسلطات المحلية بها.
فهل ستحذو باقي السلطات المحلية بباقي الملحقات الإدارية بمقاطعة المنارة حذو نظيرتها في “إيزيكي”، وتطلق مبادرات مماثلة لتحرير الملك العمومي في مناطق نفوذها؟ وما هي الاستراتيجيات والتدابير التي سيتم اتخاذها لضمان استدامة هذه الجهود وعدم عودة الباعة المتجولين إلى احتلال الأرصفة والشوارع؟