المغرب يفقد قامة قرآنية … الشيخ عبد العزيز الكرعاني في ذمة الله
فقدت الأمة المغربية والعالم الإسلامي صباح اليوم السبت، قامة قرآنية بارزة، برحيل الشيخ المقرئ عبد العزيز الكرعاني، الذي وافته المنية داخل إحدى المصحات الخاصة بمنطقة بوسكورة، بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان.
و خلّف خبر وفاته حزنًا عميقًا في الأوساط الدينية والقرآنية وعموم محبيه، الذين نعوه بقلوب خاشعة ودعوا له بالرحمة والمغفرة.
ويُعدّ الشيخ الكرعاني من أعلام تلاوة القرآن الكريم في المغرب، واسمه مرادفًا للخشوع والإتقان في الأداء.
تميز الفقيد بصوته الشجي الذي يلامس القلوب، وأسلوبه الفريد في التلاوة، والذي جمع بين دقة الأحكام التجويدية وجمالية الأداء، ما جعله قدوة يحتذى بها بين قراء المغرب وخارجه.
كرس الشيخ عبد العزيز الكرعاني حياته لخدمة كتاب الله العزيز، وكان مساره العلمي والقرآني مدرسة بحد ذاته. فقد نذر نفسه لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، متتلمذاً على أيدي كبار الشيوخ والمقرئين في عصره، ومستوعباً لأصول القراءات والروايات.
لم يكن الشيخ مجرد مقرئ متقن، بل كان معلماً ومربياً، حيث تتلمذ على يديه المئات من الطلبة والمريدين، الذين استناروا بعلمه وتلقوا منه فنون التلاوة وأحكام التجويد.
كانت دروسه وحلقاته القرآنية محجاً لطلاب العلم وعشاق القرآن، حيث كان يغرس فيهم ليس فقط قواعد التجويد، بل أيضًا روح التدبر والتأمل في آيات الله. وبهذا، أسس الشيخ الكرعاني جيلاً من الحفاظ والمقرئين الذين يحملون على عاتقهم رسالة تعليم ونشر القرآن الكريم، ويواصلون مسيرة الإرث الذي خلفه.
لقد كان الشيخ الكرعاني، رحمه الله، نموذجاً للعالم العامل، الذي ترجم علمه إلى خدمة عملية للمجتمع، فترك بصمة واضحة في مجال التلاوة والتحفيظ، وبنى صرحاً من الخير والعطاء ستظل أثاره باقية مدى الدهر. وبرحيله، يخسر المغرب أحد أعمدته القرآنية، لكن علمه ومسيرته سيظلان منارة يهتدي بها طلاب القرآن وعشاقه.
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله، موت العلماء والقراء مصيبة عظمى تصيب الأمة وإنا لله وإنا إليه راجعون