باب قشيش ومحيطه نقطة سوداء في قلب مراكش تنتظر التدخل الجاد

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تحوّل محيط باب قشيش، أحد المعالم التاريخية البارزة بمدينة مراكش، إلى مشهد يومي يعكس حجم الفوضى التي يخلفها التوسع غير المنظم للباعة المتجولين واحتلال الملك العمومي. 3فعلى امتداد جنبات وادي إيسيل، وخاصة بمحاذاة الأسوار العتيقة، تترسخ معالم سوق عشوائي يزداد اتساعاً، حيث تُعرض المتلاشيات، الألبسة المستعملة، والخردة في ظروف تفتقر لأبسط مقومات النظام والاحترام للفضاء العام.

هذا الوضع لا يمس فقط بالوجه الجمالي والحضاري للمنطقة، بل يفرض معاناة يومية على المواطنين، خاصة التلاميذ والتلميذات الذين يعبرون هذا المحور الحيوي في اتجاه مؤسساتهم التعليمية بباب قشيش وباب الخميس. إذ يجدون أنفسهم، رفقة أولياء أمورهم، وسط ازدحام خانق وعرقلة مستمرة لحركة السير، في ظل غياب ممرات آمنة وحق مكفول في استعمال الرصيف.

والمثير للاستغراب أن هذه النقطة، رغم ما تعرفه من اختلالات صارخة، لا تزال خارج دائرة الحملات التي تباشرها السلطات المحلية لمكافحة ظاهرة احتلال الملك العمومي، والتي شملت عدداً من أحياء المدينة. الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب هذا الاستثناء، ويجعل من ساكنة المنطقة والمترددين عليها في حيرة من أمرهم، بين تطلعات لإعادة النظام وتجاهل واضح للواقع المقلق.

إن ما يشهده باب قشيش ومحيطه من تجاوزات يقتضي تدخلاً عاجلاً وجاداً من الجهات الوصية، من أجل إعادة الاعتبار لهيبة المكان وحماية الحق الجماعي في استعمال الفضاء العام، بما ينسجم مع الرؤية التي تتبناها مراكش في سبيل الحفاظ على طابعها التاريخي وتنميتها المجالية المستدامة.

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.