تصعيد عسكري خطير في إيران يثير قلقًا عربيًا واسعًا ودعوات إلى التهدئة
أثار الهجوم الأمريكي فجر الأحد 22 يونيو 2025 على منشآت نووية في إيران موجة واسعة من القلق في الأوساط العربية، وسط تحذيرات من خطر انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة في حال استمرار التصعيد العسكري.
وقد جاءت ردود الفعل من عدد من الدول العربية لتؤكد رفضها لهذا التطور العسكري الخطير، والدعوة إلى تغليب لغة الحوار والحلول السلمية، في وقت تتسارع فيه التوترات الإقليمية على أكثر من جبهة.
بيانات رسمية تعبّر عن القلق وتدعو لضبط النفس
في القاهرة، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا أعربت فيه عن “قلق بالغ إزاء التطورات الأخيرة”، محذرة من “عواقب وخيمة” إذا ما استمر التصعيد. وشدد البيان على ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم.
أما المملكة العربية السعودية، فقد أكدت متابعتها “بقلق بالغ” لما وصفته بـ”التطور الخطير المتمثل في استهداف منشآت نووية إيرانية”، داعية إلى “ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد الذي يهدد أمن المنطقة”.
من جهتها، عبّرت دولة الإمارات عن موقف مشابه، مشددة على أهمية الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بالحكمة وتجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى زعزعة إضافية للاستقرار الإقليمي.
وفي السياق نفسه، دعت دولة قطر إلى وقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، محذّرة من “تداعيات كارثية” محتملة في حال اتساع رقعة المواجهة.
كما عبّرت كل من الكويت وسلطنة عمان عن “قلق بالغ” من هذا التصعيد، مع الدعوة الصريحة إلى وقف كافة العمليات العسكرية، والالتزام بالوسائل السلمية لحل النزاعات.
دعوات إلى تفادي المواجهة المفتوحة
الرئيس اللبناني أشار إلى أن التصعيد الأخير “يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر”، داعيًا إلى إطلاق مفاوضات جدية لإعادة الاستقرار وتفادي المزيد من الدمار. كذلك، أكدت الحكومة العراقية أن القصف الأمريكي “يمثل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي”، مشددة على ضرورة معالجة الخلافات بطرق سلمية.
مستقبل المنطقة في ميزان معقّد
يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التوتر المتراكم على خلفية أزمات متعددة، من الملف النووي الإيراني، إلى النزاعات المسلحة في غزة واليمن وسوريا. وبينما تلوح في الأفق مخاوف من رد إيراني قد يشعل صراعات أوسع، تبرز أهمية الجهود الدولية في تهدئة الأوضاع ومنع انجرار المنطقة إلى دوامة عنف جديدة.
ويبدو أن جميع الأطراف تدرك خطورة المرحلة، لكن التباين في المواقف وأساليب المعالجة يجعل من الوصول إلى تسوية سياسية شاملة أمرًا صعبًا دون تدخل دولي حاسم يوازن بين مصالح الأطراف ويضمن أمن واستقرار المنطقة.