جريمة بشعة تهز تونس… إقتلاع عيني زوجة تنفيذاً لنصيحة “مشعوذ الكنوز”
اهتز الرأي العام التونسي على وقع جريمة مروعة ارتُكبت في معتمدية السبيخة بولاية القيروان، حيث أقدم رجل في عقده الثالث على اقتلاع عيني زوجته الشابة البالغة من العمر 29 عاماً، تنفيذاً لنصيحة مشعوذ ادعى أن “كنزاً مدفوناً تحت المنزل لن يُفك إلا بتقديم عينين بشريتين قرباناً”.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فإن الجاني استدرج زوجته، التي كانت قد غادرت بيت الزوجية بسبب خلافات متكررة، إلى المنزل مساء الإثنين الماضي، بحجة المصالحة. وبعد تناول العشاء، انقض عليها بعنف وقام باقتلاع عينيها بواسطة أداة حادة تُرجّح التقارير أنها “شوكة طعام”، قبل أن يضعهما في كيس بلاستيكي ويسلّمهما للمشعوذ، في مشهد وصفه البعض بـ”الشيطاني”.
الضحية نُقلت في حالة حرجة إلى المستشفى الجامعي بسوسة، حيث تخضع لعلاج مكثف بعد إصابتها بنزيف حاد وكسر في الرقبة، إلى جانب الصدمة النفسية العميقة التي لحقت بها جراء الاعتداء، في وقت أكد فيه والدها في تصريح لإذاعة “جوهرة أف أم” أن ابنته فقدت بصرها نهائياً، وهي في وضعية صحية صعبة جداً.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجاني وقع تحت تأثير مشعوذ قدم من العاصمة تونس إلى القيروان، برفقة عدد من أقاربه، وأقنع الأسرة بوجود “كنز مدفون” تحت المنزل، لا يمكن استخراجه إلا بعد التضحية بعيون بشرية. ومع استحضار مفردات خرافية عن “لعنات قديمة” و”أرواح حارسة”، وُظفت هذه الأساطير لتغذية وهمٍ مدمّر انتهى بكارثة إنسانية.
الجريمة أعادت إلى السطح النقاش المحتدم في تونس حول تنامي ظواهر الشعوذة والاتجار بالدجل تحت غطاء البحث عن الكنوز، مستغلين هشاشة الوعي والثقافة القانونية والدينية في بعض المناطق، وغياب رقابة حقيقية على مثل هذه الممارسات التي تحولت إلى سوق سوداء موازية تتغذى على الأوهام والخرافات.
الجريمة أثارت سخطاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر تونسيون عن صدمتهم من هذا الفعل البربري، وطالب كثيرون بمحاسبة كل المتورطين، بمن فيهم المشعوذ ومن رافقه، بتهم تصل إلى “محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار”، فيما تعالت أصوات الجمعيات النسائية والحقوقية لتسليط الضوء على ظاهرة العنف المقرون بالشعوذة، واعتبارها تهديداً مباشراً لحياة النساء تحت غطاء “ثقافي زائف”.
الجاني تم توقيفه رفقة المشعوذ وثلاثة أشخاص آخرين يُشتبه في تورطهم في التخطيط للجريمة، وتولت النيابة العامة بالقيروان الإشراف على التحقيقات التي من المرتقب أن تكشف مزيداً من التفاصيل حول شبكة الشعوذة التي تقف خلف هذا الحادث.